العلم، إلا أن قوة عزيمته لم تحل دون طموحه ومبتغاه، وقاسى في سبيل ذلك شظف العيش، وتجمّل بالصبر إلى أن سخّر الله له بعض أهل الخير فتكفّل بقوته مدة طلبه العلم بتونس.
ولما استكمل تحصيله بتونس أرسله بعض أهل الخير والصلاح إلى مصر لطلب العلم بالأزهر، وفي القرن الحادي عشر والثاني عشر توافد الطلاب التونسيون على الأزهر ولا سيما من الجنوب التونسي وبالخصوص صفاقس وجربة، والطلبة الصفاقسيون يشعرون بأنهم أقلّ غربة في القاهرة لوجود جالية تجارية من أبناء بلدتهم مستقرة بالقاهرة، وأحيانا بعض الأساتذة.
وفي الأزهر لازم جماعة من الأعلام وهم المشايخ: محمد بن عبد الله الخرشي البحيري، قرأ عليه الفقه والأربعين النووية وقطعة من الجامع الصغير للسيوطي، وأجازه إجازة مطلقة، كما قرأ على الشيخ إبراهيم الشبرخيتي، وأجازه إجازة مطلقة في رواية الحديث والفقه، ثم أجازه بأسانيده في رواية مختصر خليل، والصحيحين، والموطأ رواية يحيى بن يحيى بن كثير الليثي الأندلسي، وعيون الأثر في فنون المغازي والسير لابن سيد الناس، والشفا للقاضي عياض، والأربعين النووية، والتذكرة للقرطبي، وتفسير البيضاوي وتفاسير الزمخشري والواحدي وفخر الدين الرازي، والبغوي، وابن عطية، وأبي حيّان الأندلسي.
وقرأ على الشيخ شرف الدين يحيى أبي المواهب وأبي هادي بن زين العابدين حفيد شيخ الإسلام زكريا الأنصاري قطعة من صحيح البخاري، وقطعة من صحيح مسلم، وموطأ الإمام مالك، وأول سنن الترمذي، والأحاديث العشاريات للحافظ ابن حجر، وأول كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، وكتاب