سمي عضوا في لجنة تنظيم كتب جامع الزيتونة بالمكتبة الأحمدية والصادقية (العبدلية) سنة ١٣٣٢/ ١٩١٤ وقد أنتجت هذه اللجنة الفهرس (البرنامج) الذي طبع منه ٤ أجزاء، وبقيت المحررات التي لم تطبع أضعاف ما طبع مصدرا ثريّا للباحثين.
وباشر القضاء المختلط العقاري في سنة ١٣٤٨/ ١٩٢٩ بصفة عضو نائب ثم عضو به. وفي سنة ١٣٥٩/ ١٩٤٠ سمي مفتيا بصفة تكليف عن الشيخ محمد العزيز جعيط الذي سمي شيخا لجامع الزيونة، وتولى القضاء المالكي سنة ١٣٦٢/ ١٩٤٢ مدة تزيد على ثلاث سنوات إلى أن استقال منها سنة ١٣٦٥/ ١٩٤٥، ثم عاد إلى الإفتاء والتدريس بجامع الزيتونة.
واستقال من الإفتاء حين وقع توحيد القضاء سنة ١٣٧٦/ ١٩٥٦.
باشر الإمامة والخطابة ما يقرب من نصف قرن فقد ابتدأها بجامع أبي محمد يحيى الحلفاوين أولا نيابة عن والده، ثم تنازل له والده عن الخطابة بالجامع المذكور وذلك سنة ١٣٤٠/ ١٩٢٢، وانتقل إلى الإمامة والخطابة بجامع الزيتونة سنة ١٣٧٦/ ١٩٥٧ إلى أن تخلى عنها سنة ١٣٨٠/ ١٩٦٠.
سافر إلى الحجاز ست مرات بقصد الحج والاعتمار، وضم إلى ذلك الوقوف على الكتب المخطوطة النادرة، والاستفادة منها، فقد كان يتردد على مكتبة شيخ الإسلام بالمدينة المنورة، وكان مشهورا بقوة الذاكرة والخبرة الجيدة بالكتب المخطوطة.
حضرت دروسه في التفسير التي كان يلقيها في الصباح الباكر على طلبة التعليم العالي لمدة ثلاث سنوات، وكان يعتمد كثيرا على حاشية الشيخ عبد الحكيم السيالكوتي على تفسير البيضاوي بحيث يقضي الوقت الطويل في إعراب كلمة واحدة، وإذا كان الشيخ عبد الحكيم السيالكوتي متأثرا بأسلوب أهل عصره في