وهو جامع الدعي الحفصي ابن أبي عمارة) وكثيرا ما يتعرض للسياسة والاقتصاد، ويسوق المواعظ المؤثرة فيبكي الحاضرين ويبكي، وحاز بها شهرة واسعة، ومما له صلة بحياته العلمية أنه لما ورد فاس ألّف الشيخ عبد الحيّ الكتاني باسم المترجم فهرس اسمه الفجر الصادق في إجازة الشيخ الصادق في نحو الست كراريس وفي (دليل مؤرخ الأقصى ص ١٤٤) في نحو كرّاسة عدّد فيه مشايخه ثم إسناد الكتب الستة والمسانيد الأربعة ونحوها من الكتب الرائجة، ثم إسناد الفقه المالكي، وإسناد كثير من الفهارس على حروف المعجم، وهو ثبت نافع أجمع ما صدر عن مؤلفه وأفيد في بابه وختمه ببعض الإنشادات والوصايا (فهرس الفهارس ٢/ ٢٨٠).
وعند ما تأسّس الحزب الحرّ الدستوري عام ١٣٣٧/ ١٩١٨ انتسب إليه فكان يتردد على نادي الحزب بنهج إنكلترا، وكان عضوا باللجنة التنفيذية للحزب في الوقت الذي كان غيره من العلماء لا يتظاهرون بالانتماء إلى حزب المعارضة لسياسة الحكومة، وهو أول من طالب الحكومة بإعطاء الدستور التونسي، وذلك بمخاطبة ممثّل الحكومة الفرنسية بتونس (نائب المقيم العام ايتيان فلندان ولنائب اسمه دي كاسيون) ثم بمخاطبة الملك وبعد مخاطبة ممثّل الحكومة الفرنسية بتونس لم يبق إلا مشافهة ملك البلاد، وقد وقعت محاولات كثيرة واجتماعات متعددة لتنظيم القيام بمخاطبة الملك، وأخيرا استقر الرأي على تكوين وفد يشتمل على مختلف الطبقات من الشعب، وأسندت رئاسة هذا الوفد للمترجم له، وإثر صلاة العصر قصد الوفد القصر الملكي بالمرسى وذلك يوم الجمعة ٢ شوّال ١٣٣٨/ ١٨ جوان ١٩٢٠، وألقى صاحب الترجمة خطابا طالب فيه منح الشعب مجلسا تشريعيا يتكوّن أعضاؤه بالانتخاب الحر، وذكر أن المشير الثاني محمد (بالفتح) باشا باي والد الملك هو الذي منح الشعب دستورا كان مناسبا لذلك