العصر، وبعد الانتهاء من الخطاب سلّم إلى الملك عريضة ممضاة من آلاف التونسيين، وبها بيان جملة المطالب التي يرغب الشعب من الملك إنجازها.
والاستعمار لا ينظر بعين الرضا والاطمئنان إلى اتصال أيّ وفد بالملك، وتقديم المطالب له، فدبر مبررا لعقاب رجال الوفد من المتوظفين، وهو أنهم قابلوا الملك بدون حضور الوزير الأكبر، فكان عقاب المترجم وزميله الشيخ عثمان بن الخوجة الإيقاف عن مباشرة التدريس لمدة ستة أشهر من أواسط شوّال ١٣٣٨ إلى أواسط ربيع الثاني /١٣٣٩ من غرّة جويلية إلى موفى ديسمبر ١٩٢٠، وبعد انقضاء مدة الإيقاف دخلا إلى جامع الزيتونة في ١١ ربيع الثاني ١٣٣٩/ ٣ جانفي ١٩٢١، ووقع لهما اقتبال عظيم من التلامذة، وانعقد موكب تحت المعلقة قرب باب الشفاء، وألقى كثير من التلامذة خطبا في الترحيب بهما منهم حسن السيالة، وعبد الرحمن اليعلاوي، ومحمد معلّى، وبعد أيام قليلة شرعا في مباشرة التعليم.
وكان المترجم على صلة طيبة بالأمير محمد الحبيب باي قبل تولّيه الملك، وبعد تولّيه الملك سمّي المترجم قاضيا في شهر شعبان ١٣٤١/ ١٩٢٣، وقد حاول المقيم العام لوسيان سان التأثير على الباي للعدول عن رأيه في إسناد القضاء له، ورام إقناع الملك في توظيف المترجم حاكما بالمجلس المختلط العقاري لكن أبي الملك ذلك.
كان في مدة قضائه دءوبا على العمل، نشيطا فصل كثيرا من القضايا الاستحقاقية المتجمدة، وكان صارما عادلا لا يداري، وكان في أول أمره صديقا لوزير العدلية الطاهر خير الدين، ثم توترت العلائق بينهما لمحاولة الوزير التداخل في سير القضايا وبالخصوص ما كان منها خاصّا بأتباعه المقرّبين لديه، ولما توفي الملك محمد الحبيب