مصطفى كالشابي، وعلى الدوعاجي، والمهيدي، والبشروش أيام مجلتي «الرسالة» و «أبولو» ولقد تأثرت لتبرّم الدوعاجي من أنه لا يستطيع استعمال العاميّة خوفا من الجمهور المحافظ، ولو أمكنه ذلك لأتى بالعجب، إذ العامية حيّة غنيّة واقعية.
ومن هنا يتبين أن للوسط العائلي دخلا في توجيهه نحو الأدب.
ويقول: وأصبت بذات الصدر فأقمت برادس سنين للاستشفاء، وقد مارست أنشطة مختلفة قبل ذلك منها صناعة الشاشية، وعلب الحلقوم، وفي رادس أنشأت برّاكة لبيع الليموناضة والكسكروت، توفي والدي سنة ١٩٣٧، وأصدر أخي مصطفى جريدة «الدستور» فكلّفني بتوزيعها، ونشرت بها قصة قصيرة «ليلة الوطية».وفي أواخر سبتمبر كنت مجتمعا مع رفقة لي من تلاميذ مدرسة الفلاحة، وكان موعد المناظرة لقبول الرعيل الجديد على الأبواب، فعلمت أن من شروط القبول فحصا طيّبا يشهد بسلامة الجسم، ثم إنه صحبة هذه العصابة أظهرت توافقا في الطبع، وأثار حديث البلد أشجانا وأشواقا فرغبت في متابعته فشاركت وانخرطت معهم لكن في الأعمال الفلاحية جهد، فاعتلّت صحتي، وتركت المدرسة.
ورسّم نفسه لمتابعة دروس المدرسة الخلدونية، وكان إذ ذاك يعمل كاتبا لمحام.
وقد تزوج في سنّ مبكرة نسيبا، وتعرّف بزوجته وكان عمره ٢٢ عاما إذ وجدها عند جيران لهم تقرأ ديوان حافظ الشيرازي فأكبر فيها ذلك، وكان سببا في الزواج وهي جزائرية الأصل.
وقد أنجب منها ثمانية أبناء خمس بنات وثلاثة أولاد، هذه المسئوليات العائلية دفعته إلى البحث عن مورد رزق يعول به أفراد عائلته فأقام دكانا بسوق الكبابجية يبيع فيه الحرير ومشتقاته، وذلك أثناء