الحرب العالمية الثانية، وبعد انقضائها بنحو عامين ١٩٤٢ - ١٩٤٧ والحرب يسّرت المضاربات المالية، واستفحلت السوق السوداء فأغدقت على المترجم وكل التجار أموالا طائلة يسّرت أحوال معيشتهم، وقال عن تلك السنوات الخمس: إنها أحلى سنوات حياته، وفي تلك الأثناء أصبح يتردد على مجالس الأدباء الذين تجمعهم حلقات باب منارة فيدعوه الشيخ محمد العربي الكبادي أن يحضر دروسه بمعهد كارنو، فيستجيب له يدفعه طموحه إلى الأخذ بكل ما تيسّر له أخذه من حقل المعرفة والثقافة.
وفي سنة ١٩٤٧ كسدت السوق التجارية، ورأى أن يبارح صناعة التجارة، وبحث عن الوظيف الحكومي، فسمي معلما فالتحق أولا بقرية «السند» لمدة سنتين، ثم انتقل إلى «أريانة» من ضواحي العاصمة «فعين دراهم»«فالعمران» من ضواحي العاصمة، ثم أرسى بنهج الثقافة بالعاصمة، ومن هناك أحيل على المعاش بعد أن قضى تسعة عشر ١٩ عاما متنقلا بين المدارس الابتدائية والمهنية.
وبالرغم من اختلاف اهتماماته باختلاف أوضاعه فإن اهتمامه بالأدب قد طغى على كل الاهتمامات الأخرى، وإن خمد نشاطه في زمن ما فهو لم ينقطع أبدا عن الكتابة، وهكذا نراه يعود إلى النشر بعد انقطاع دام ٢٢ سنة بقصة «إفلاس» في مجلة «الفكر»، وفي هذه المرة أيضا تعرّض إلى المضايقات التي صادفته في شبابه بنشره قصة «الوطية»، وإجرائه فيها الحوار بالدارجة مما انتقده عليه المحافظون، وأثيرت من جديد مشكلة اللغة، فشنّ عليه المحافظون حملات على صفحات جريدة الصباح، وجريدة العمل، وفي مجلة الفكر أيضا مما دعا الدكتور محمد فريد غازي إلى التدخل فكتب بمجلة الفكر السنة ٤ بالعدد ٨ بالصفحة ٤٠:«في رأيي أن مشكلة اللغة مشكلة «فارغة» يحاول من ورائها مهاجمو «إفلاس» النيل من القصة نفسها، وهو أمر