وهو شرح على شواهد المغني، وقد ألفه باقتراح من بعض الاخوان كما ذكر في الخطبة حيث قال:«وبعد فقد سألني بعض الاخوان أوجب الله لي وله طريق الاحسان، ومسالك التحقيق والعرفان، وأفاض علينا وعليه ما هو سبحانه أهل له من المكارم والاحسان أن أشرح شواهد مغني اللبيب الذي له من كأس العرفان نصيب: كتاب أولي الجد والتحصيل، وأولي الالباب في تحقيق ما يحتاج إلى التخريج والتأويل، كفاك في كثرة علمه، وما يحصل من تحقيق فهمه ما اشتق له من اسمه».
ورتبه على ترتيب حروف الكتاب، ونفس الجهات والأبواب، رامزا بحرف د إلى محمد بن أبي بكر المخزومي الدماميني، وبحرف ع إلى بدر الدين العيني الحنفي، وبحرف خ للشيخ خالد الأزهري، مضيفا إلى ذلك بعض ما اطلع عليه من كلام غيرهم مما يتعلق بالبيت، ملتزما الاختصار من غير إخلال، وربما طول في بعض الأبيات من غير إملال، وفي الجزء الرابع والأخير ذكر في ختامه الداعي إلى تأليفه وذكر المصادر التي اعتمدها من كتب لغة، وكتب أدب، وكتب شواهد، ودواوين شعرية فقال:«وذلك لما رأيت العلماء أحجموا عن شرح هذه الشواهد تطفلت على باب الفتاح، واعتمدت في اللغة على كتاب «الصحاح»، وربما طرزته وقويته «بالقاموس» و «بمجمل اللغة» لابن فارس، و «بشرح المعلقات» و «ديوان أبي الطيب المتنبي» وبعض شراح أبيات المفضّل و «معاهد التنصيص على شواهد التلخيص»، والعمدة في توجيه بعض المسائل على البدر الدماميني، والبدر العيني، والشيخ خالد الأزهري على «التوضيح»، وغير ذلك».
ويبدو أنه لم يطلع على «شرح شواهد المغني» للعلامة الشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي (ت ١٠٩٣/ ١٦٨٢) صاحب «خزانة الأدب»، وإن كان مطلعا - على ما يظهر - على شرح شواهد المغني لجلال الدين السيوطي، فقد ذكر في شرح الشاهد:
لا تتركنّي فيهم شطيرا ... اني اذن أهلك أو أطيرا
ما نصه:«ولم يذكر العيني، ولا السيوطي، ولا المصنف في «التوضيح»