للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إليه نسبة صادقة بكل اعتبار من هذه الاعتبارات التي ذكرها العلماء، وقد اشترك في استعمالها المتقدمون والمتأخرون فأما إن كان ناقلة بعد مولده فما بعده على تدريج الأحوال إلى غيره فإن المتقدمين راعوا موضع استقراره فهم إنما ينسبونه إلى البلد الذي صار مستقره (١) إلى أن قال:

«فعلى هذا كان عمل المتقدمين أئمة المحدثين وتبعهم في ذلك المتأخرون ما عدا أبا الوليد بن الفرضي وتابعيه وهلم جرا».

واضطرب ابن الأبّار في خصوص الغرباء فقد عدّ بعضهم أندلسيا استكثارا أو تعصبا وذكر في الغرباء من لم يدخل الأندلس، قال ابن عبد الملك المراكشي: «وقد اضطرب عمل أبي عبد الله بن الأبّار في هذا اضطرابا ينافي شهير نبله ومعروف تيقظه وتحفظه من متعلقات النقد وأسبابه فجرى في معظم كتابه على اصطلاح أبي الوليد بن الفرضي ومن تبعه وخالفهم في بعضه فذكر في الأندلسيين جماعة من الناقلة إليها عمل المتقدمين المفروغ من تقريره تشبعا واستكثارا وإفراطا في التعصب الذي كان الغالب عليه حتى غلا فيه ويكفيك ما ختم به رسم أبي عبد الله بن عيسى بن المناصف - رحمه الله - بعد أن ذكره في الأندلسيين وذكر من أحواله ما رأى أن يذكره به قال: «مولده بتونس وقيل بالمهدية وهو أصح».ثم قال:

وذكره في الغرباء لا يصلح ضنا به على العدوة (٢) وحسبك ما احتمل هذا القول من الشهادة على قائله بما لا يليق بأهل الإنصاف من العلماء واستحكام الحسد المذموم، واحتقار طائفة كبيرة من الجلة العدويين (٣)».

ومن تشبّع ابن الأبّار واستكثاره في الغرباء من لم يعرف دخولهم الأندلس كأبي المعالي الخراساني. «وكم من شاهد على أبي عبد الله بن الأبّار بفاضح التشبّع في كتابه كذكره أبا المعالي الخراساني ورواية أبي زيد الفزاري عنه وقوله إنه لا يدري أين لقيه، فما الذي يسوغ له أفراده برسم في كتابه (٤)

وذكر ابن الأبّار في «التكملة» كثيرا من العباد غير معروفين بالعلم استكثارا وهم ليسوا من شرط كتابه ولا كتابي سلفيه «ابن الفرضي وابن بشكوال» وكذلك ذكر طائفة كبيرة ليست من شرط كتابه ولا «كتابي الشيخين أبي الوليد بن الفرضي وأبي القاسم بن بشكوال لأنهم لم يرسموا بفن من فنون العلم، وإن ذكروا بصلاح وخير واجتهاد في العبادة وانقطاع إلى أعمال


(١) الذيل والتكملة ١/ ٩ مقدمة الكتاب.
(٢) انظر التكملة لكتاب الصلة ٢/ ١٢ (ط مصر) والعدوة في اصطلاح الأندلسيين هي أقطار المغرب، المغرب الأقصى والجزائر وتونس.
(٣) الذيل والتكملة ج ١ المقدمة.
(٤) ترجمة أبي المعالي الخراساني في السفر الثامن من «الذيل والتكملة» ص ٣٦٨ رقم ١٥٧ وفيما يلي نص كلامه «قال المصنف - عفا الله عنه - هكذا ذكر ابن الأبّار هذا الرسم في الغرباء من غير زيادة ولا نقص ولا وجه لذكره فيهم لأنه لم يدخل الأندلس ... وإنّما ذكره تشبّعا على مألوف عادته واستكثارا بما لا يصحّ له تعليق (١) لمحقق الكتاب الأستاذ محمد بن شريفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>