للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البر فلذكرهم مجموع آخر يشملهم مع من كان على مثل أحوالهم (١).

وفي «التكملة» أحيانا التكرار وقلب النسب، ومما أخل به أي إخلال أن ذكر ابن أحمد ابن سعيد بن مطرف التجيبي من أهل قلعة أيوب، نزيل مدينة فاس، ويعرف بابن البيراقي، ويكنى أبا عبد الله، روى عن أبي محمد بن عتّاب، وكان من أهل العلم صاحب دفاتر ودواوين نفيسة، حدّث عنه أبو حفص عمر بن محمد، وتوفي في حدود الأربعين وخمسمائة عن بعض أصحابنا انتهى إليهم» (٢) ثم قال بعد مائة وتسعة وستين اسما واثر من توفي بعد أربع وثمانين ما نصه: «محمد بن أحمد بن مطرّف بن سعيد التجيبي يكنى أبا عبد الله، وروى عن ابن عتّاب، أخذ عنه ابنه عمر بن محمد انتهى إليهم» (٣) وهذا هو المذكور قبل لا محالة (٤).

هذه بعض الانتقادات والمآخذ على كتاب «التكملة» التي لا حظها الناقد كاتب التراجم ذي المنهج الدقيق ابن عبد الملك المراكشي.

وقد ألمّ ابن الأبّار في مقدمة «التكملة» بما زاده واستدركه على ابن الفرضي وابن بشكوال ومخالفته لهما على الحروف حسب الطريقة المغربية لا المشرقية فقال: «ولم أقتصر على الابتداء من حيث انتهى ابن بشكوال، بل تجاوزته إلى الفرضي، أتولى التقصي وأتوخى الإكمال، وربما أعدت من تخيفا ذكره وما تعرفا أمره، وخالفتهما في نسق الحروف فجريت على النهج المعروف».

وكتاب التكملة استتمام لما بدأ به أبو الوليد عبد الله بن يوسف الأزدي المعروف بابن الفرضي (٣٥١ - ٤٠٣/ ٩٦٢ - ١٠١٢) من التراجم لعلماء الأندلسيين، وواصل العمل أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال الأنصاري (٤٩٤ - ٥٧٨/ ١١٠٠ - ١١٨٢) ثم استتم ما فاته في كتاب لم يصل إلينا هو كتاب «ذيل الصلة» ذكره ابن الأبّار في «معجم أصحاب أبي علي الصدفي» ثم جاء ابن الأبّار فتصدى لاستكمال ما فات سابقيه ومواصلة التراجم إلى أيامه (٥).

ثم واصل العمل أبو العباس أحمد بن يوسف بن أحمد المعروف بابن فرتون السلمي الفاسي ثم السبتي (٥٨٠ - ٦٦٠/ ١١٨٤ - ١٢٦٢) في كتابه «الذيل على صلة ابن بشكوال» وهو مفقود. ثم واصل هذا العمل الجليل أبو جعفر أحمد بن إبراهيم المعروف بابن الزب (٦٢٧ - ٧٠٩/ ١٢٢٩ - ١٣٠٨)


(١) الذيل والتكملة ج ١.
(٢) التكملة ١/ ٤٥١.
(٣) المصدر السالف.
(٤) الذيل والتكملة ج ١ المقدمة.
(٥) مقدمة الحلة السيراء لمحقق الكتاب ص ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>