الابتدائي أي حفظ القرآن، ثم التحق بجامع الزيتونة في العام الموالي أخذ عن أعلامه كسالم بو حاجب وعمر بن الشيخ، ومحمد النجار، وغيرهم، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع في سنة ١٣١٦/ ١٨٩٨، وفي العام الموالي لتخرجه درّس متطوعا بجامع الزيتونة بعد أن قام برحلة إلى ليبيا.
وكانت عنايته بالأدب واللغة في عهد الطلب بجامع الزيتونة أكثر من غيرهما. وكان ينظم الشعر في بعض المناسبات كتهنئة بعض شيوخه عند إتمام دراسة بعض الكتب، وهو تقليد شائع بجامع الزيتونة في ذلك العهد وما سبقه قال في مقدمة ديوانه «خواطر الحياة»: «انتقلت إلى مدينة تونس والتحقت بطلاب العلم بجامع الزيتونة، وكان من اساتذة الجامع ومن هم في الطبقة العالية من طلاب العلم من أولعوا بالأدب والتنافس في صناعة القريض إلى شأو غير قريب فاقتفيت أثرهم وكنت أنظم قصائد تهنئة لبعض أساتذتي عند إتمام دراسة بعض الكتب»
وفي سنة ١٣٢٢ - ١٩٠٤ أصدر مجلة «السعادة العظمى» وهي أول مجلة صدرت بتونس، صدرت نصف شهرية، واستمرت قرابة العام، واعدادها ٢١ عددا، وكان ظهور هذه المجلة حدثا فكريا بارزا اهتز له رجال العلم المحبين للأدب والاصلاح والشباب، وساء المتزمتين ضيقي الأفق، عبّاد القديم، فإن هذه المجلة بدت فيها نزعة إلى حرية النقد، ودعوة إلى احترام التفكير، وتأييد لفتح باب الاجتهاد، ففي المقال الافتتاحي الذي قدم به المجلة يقول:«إن دعوى أن باب الاجتهاد قد أغلق هي دعوى لا تسمع إلا إذا أيّدها دليل يوازن في قوته الدليل الذي فتح به باب الاجتهاد» ومثل هذه الدعوى وأمثالها مما روجته مجلته لم تكن لتلقى القبول والترحيب من وسط الجامدين دعاة التمسك بالقديم، وقامت هيئة النظارة العلمية بجامع الزيتونة (المديرة له) تطالب الحكومة بمنع صدور هذه المجلة وتدعو إلى معارضتها ومقاومتها، وكانت بذلك مجلبة لكثير مما ناله من الاضطهاد طيلة مقامه بتونس.
وكشفت هذه المجلة عن مكانة صاحبها في النثر الفني والعلمي واتجاهه إلى تجديد أغراض الشعر بصوغ القصائد في المعاني الاجتماعية