المنعقدة في ٣٠ جويليه ١٩١٩ وفي منتصف عام ١٩٢٠ احتل الجيش الفرنسي دمشق فبارحها، وصار عضوا مراسلا للمجمع العلمي، واحتفظ بهذه العضوية إلى آخر أيام حياته، وأصدرت عليه فرنسا حكما بالاعدام غيابيا أثناء قيامه في المانيا بتحريض المغاربة والتونسيين منهم خاصة على الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، فكان خروجه من دمشق فرارا من تنفيذ حكم الاعدام عليه، وتوجه الى مصر التي له فيها أصدقاء عرفهم في دمشق واستانبول وأوربا، وفي القاهرة سمي مصححا بدار الكتب المصرية، وهي خطة لا تسند الا لمن تثبت مقدرته العلمية والأدبية واللغوية، وكتب في الصحف والمجلات، وألقى المحاضرات في الجمعيات، والدروس في المساجد.
وفي سنة ١٩٢٣ أسس جمعية «تعاون جاليات شمال افريقيا» وهدفها رفع المستوى الثقافي والاجتماعي لتلك الجاليات، وتولى رئاسة هذه الجمعية.
ولما أصدر الشيخ علي عبد الرازق كتابه «الإسلام وأصول الحكم» لم تحل علاقاته بآل عبد الرازق من قولة الصدق وبيان وجه الحق والرد على أحد أفرادهم، ومن الهراء زعم بعضهم أنه ألف الكتاب خدمة لأغراض ملك مصر أحمد فؤاد الذي كان يسعى لمبايعته بمنصب الخلافة الإسلامية بعد إلغائها في تركيا، وكأن علي عبد الرازق يرد عليه من طرف خفي، والحقيقة أن ما تضمنه الكتاب آراء لا يوافق عليها أي عالم مسلم، فالرد عليه هو بيان لوجه الحق وتبديد الشبهات وإرضاء الضمير لا خدمة لركاب أحمد فؤاد أو غيره من الأشخاص أو المؤسسات.
فلم تكد تهدأ العاصفة التي أثارها هذا الكتاب حتى أصدر الدكتور طه حسين سنة ١٩٢٦ كتابه في الشعر الجاهلي الذي أثار حملة من النقود والردود لأنه زعم أنه يطبق منهج ديكارت على الشعر الجاهلي، وتطرق إلى إنكار نزول إبراهيم - ع - بالحجاز فهو تكذيب صريح للقرآن مما زاد في اشتداد الحملة عليه، وكان من بين الذين تولوا الرد عليه المترجم له في كتابه «نقض كتاب في الشعر الجاهلي» وبهذين الكتابين حاز شهرة في الأوساط الأدبية والعلمية، ومنح الجنسية المصرية واجتاز امتحان شهادة