العالمية في الأزهر بتفوق لأن الأزهر لا يعترف بالشهادات الزيتونية، والزيتونة لا تعترف بشهادات الأزهر، وبموجب إحرازه على شهادة العالمية صار من مدرسي الأزهر في معاهده الثانوية، ولما تولى مشيخة الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغي سعى إلى تسمية المترجم استاذا في كليات الأزهر، وفي عام ١٩٥٠ طلب قبوله عضوا في هيئة كبار العلماء، ومن شروط القبول القديم بحث علمي ممتاز، فقدم بحثا مطولا عن القياس في اللغة العربية، فقبل بالاجماع وواصل نشاطه في ميدان الدعوة الإسلامية، فأسس جمعية «الهداية الإسلامية» في ١٣ رجب سنة ١٣٤٦/ ١٦ جانفي ١٩٢٨ لخدمة مبادئ الدين الإسلامي وأصوله، وتولى رئاسة هذه الجمعية وادارة مجلتها والتحرير فيها، كما تولى رئاسة تحرير مجلة «نور الإسلام» ومجلة «الأزهر» ولما تأسس المجمع اللغوي بالقاهرة بمرسوم من الملك أحمد فؤاد، وصدر عنه مرسوم ثان في العام الموالي في ١٦ جمادى الثانية ١٣٥٢/ ١٦ اكتوبر ١٩٣٣ تم بموجبه الأعضاء العاملين بالمجمع، وكان من بينهم المترجم له.
وفي يوم الأحد ٢٥ ربيع الثاني سنة ١٣٥٦/ ٤ جويليه ١٩٣٧ سافر إلى دمشق فأقام بها شهرين ثم عاد إلى القاهرة يوم الاثنين غرة رجب ٨/ ديسمبر، واتصل فيها بأصدقائه من العلماء والأدباء الذين رحبوا بقدومه، وأقاموا له حفلات التكريم، وألقى محاضرة في قاعة المحاضرات بالمجمع العلمي عنوانها «اثر الرحلة في الحياة العلمية والأدبية».
ولم يترك الاهتمام بقضايا المغرب العربي، فأسس بعد الحرب العالمية الثانية «جبهة الدفاع عن شمال افريقيا» التي قامت بعدة أعمال لفائدة المغرب العربي وكان من بين أعضائها الزعيم الحبيب بورقيبة عند هجرته إلى مصر، ومحيي الدين القليبي عند زيارته الأولى لمصر، وقدم المساعدة اللازمة للمجاهد الأكبر الأستاذ الحبيب بورقيبة عند قدومه إلى مصر في مارس ١٩٤٦ الذي أوقفته السلط المصرية للتثت من هويته قبل دخوله القاهرة، وزار الزعيم المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي في السفينة الراسية في ميناء السويس.