وانتسب إلى الحزب الحر الدستوري، وانتخب عضوا في لجنته التنفيذية بأغلبية كبرى، ومن يعرف الانهيار المعنوي لدى الجماهير في ذلك العصر، والطاعة للحكومة في كل شيء وعدم التفكير في معارضتها ومقاومتها يقدر له هذا الموقف الشجاع، ولا يراه أمرا هينا لا يستحق الالتفات، وكان واسطة في إحدى المفاوضات ما بين اللجنة التنفيذية وبين الأمير محمد الناصر باي قبل اندلاع أحداث ١٥ افريل ١٩٢٢ التي اتهمته الحكومة بالمشاركة في تدبيرها وسجنته بسببها.
درّس العروض بالمدرسة الخلدونية، وبمدرسة ترشيح المعلمين، كان إلى جانب عمله السياسي في الحزب ينظم القصائد الكثيرة في الوطنية بما يحمس الجمهور وينير له الطريق، ولم يتوان عن كشف فضائح الاستعمار وطواغيته، وكان جيد الإلقاء للشعر ينسجم مع شعره في نغمة خاصة تعدي بحماستها الجمهور المستمع، وشعره جزل الألفاظ، واضح المعاني، لا يخلو من المنطق والاحتجاج العقلي بالخصوص في مطاولة الاستعمار، ومناقشته، وهو أول من انغمس بشعره في السياسة الوطنية من شعراء تونس المحدثين، ولم يكد ينظم إلا في هذا الغرض في هذا الطور من حياته، وإن كان قبل ذلك نظم في الأغراض الشعرية الأخرى، فالوطنية عنده هيام والتزام.
وفي سنة ١٩٤٦ استقال من اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري القديم مدعيا أنه ليس بالسياسي ولا الزعيم ولا الأمير بل هو الشاعر وكفى:
لساني الشعور ولست السياسي ... ولست الأمير ولست الزعيم
ولكنه إذ ابتعد عن السياسة الحزبية فإنه بقي كسالف عهده شاعر الوطنية والسياسة، وله أدب ملحون شعبي وأغان.
مؤلفاته:
١) حياة الشعر وأطواره الحاضرة، ط، بالمط، التونسية تونس ١٣٣٨/ ١٩٢٠، لم يذكره صاحب معجم المطبوعات.