محمد الناصر بن محمد باي، فاختار أسلوبا حاول أن يوفق به بين القديم والحديث، فأمره بحفظ المتون المتعارفة، وأقرأه المؤلفات التاريخية والأدبية، ودربه على التحرير في المواضيع العامة أو السياسية.
وكون علاقات مع البيارمة الاسرة القوية الأرستقراطية العلمية التي لها صلة قرابة مع والدة تلميذه الناصر باي، وارتبط بالخصوص بصداقة دائمة مع الشيخ محمد بيرم الخامس، واشترك معه في بعض المسئوليات الهامة التي قام بها في حكومة خير الدين، وبفضل حماية هذا الصديق، وبتقدير من الجنرال حسين جمع المترجم منذ سنة ١٨٧٠ الكتابة بجمعية الاوقاف، والتحرير بجريدة الرائد التونسي والعمل بالمطبعة الرسمية وكان أهم معين لمديرها محمد بيرم الخامس، وحرر غالب افتتاحيات الرائد وعددا من فصوله، وهو أول تونسي جذبته الصحافة كصناعة، وعمل عدة سنوات إلى جانب منصور كيرلتيّ الذي كان منشئا ومترجما في الصحيفة التونسية، وكان المترجم من جملة ما يكتب بها الفصل الادبي، يرأس اختيار ما في الصحف، وبفضل تكوينه الادبي المتين وذوقه الصحفي جعل من جريدة الرائد دورية ثرية متنوعة في مستوى المنشورات الشرقية، على أن فصوله ذات طابع تعليمي وكان له من الصحافة الاسلوب الواضح المركز ومعنى الرد السريع والجواب الحاضر والانتباه لمسائل العصر.
وأساس أفكاره هي أفكار الحزب الاصلاحي، والصفة الرسمية «للرائد» حملته على أن يكون حذرا جدا وكان مثل اصلاحيين آخرين خاب ظنه في حكومة خير الدين ذات الطابع الاستبدادي المطلق التي تخلت عن كل اصلاح دستوري.
ولم يتخل عن وظائفه لاستقالة خير الدين واستمر على مباشرتها في وزارة محمد خزنة دار وخلفه مصطفى بن اسماعيل. حرر بعض الفصول الشديدة المدح لهذا الأخير على أنه كان بعيدا عن تأييد السياسة الملتوية.
وفي بداية الحماية جرد المترجم من إدارة الرائد التي اسندت للحاج