حسن لازغلي الجزائري الأصل مجازاة له من السلطة الفرنسية للخدمات التي أداها للفرنسيين، وقرار التجريد أبلغه إلى صاحب الترجمة مترجم الاقامة العامة الفرنسية الذي أكد له انهم لا يؤاخذونه بشيء وأنهم عازمون على تسميته في وظائف أخرى، واستمر على مباشرة وظيفة كاتب بجمعية الأوقاف.
وانتابه قلق وضيق من الوضعية السياسية الجديدة ففكر في مبارحة تونس، وطلب الاذن في السماح له بالسفر لضرورة الراحة، ورفض هذا الطلب، وبقي مباشرا لوظيفته، وفي سنة ١٨٨٢ أعاد تقديم الطلب لغرض أداء فريضة الحج، وأذن له في السفر، فركب البحر في ٨ رجب ١٢٩٩/ ٢٥ ماي ١٨٨٢ على باخرة البريد الايطالي برانس دي نابولي التي حملته من حلق الوادي إلى نابولي، وفي إيطاليا لقي الجنرال حسين الذي زار معه عدة مدن إيطالية، واقترح عليه كتابة رسالة قدح في مصطفى بن إسماعيل وسياسته نسبت إلى علالة بالزاي.
والتقى بشخصيات أخرى في إيطاليا منهم الصحفي المصري ابراهيم المويلحي.
وبارح إيطاليا في ٢ رمضان ١٢٩٩/ ١٨ جويلية ١٨٨٢ على متن باخرة وكالة الاسفار البحرية، ونزل باستانبول في ٦ رمضان ٢٢/ جويلية، وأقام فيها عند محمد بيرم الخامس ولقي خير الدين، واتصل بالجالية التونسية التي لم يكن بعض أفرادها اللاجئين حديثا راضين بشروط الاقامة التي منحت لهم، وهذا مما حدا بالمترجم أن يقلع عن فكرة الهجرة، وبدأ في تهيئة الرجوع إلى الوطن فوجه مكتوبا إلى تلميذه القديم الناصر باي، وفي استانبول تعرف بالعلماء وبعض الشخصيات الهامة، منهم شيخ الطريقة المدنية الشاذلية ذو الأصل الليبي محمد ظافر مستودع أسرار السلطان عبد الحميد ونظم فيه قصيدة مدح ترجمت إلى التركية، ورفض عرض إنشاء جريدة عربية باستانبول ذات ميل للجامعة الإسلامية والرابطة العثمانية بمساندة من السلطان.