وقوله تعالى:{وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيّايَ فَاتَّقُونِ وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} الآية وقوله صلّى الله عليه وسلم: «من سئل على علم نافع فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار» انتهى من ادريس بن محفوظ الشريف في رمضان ١٣٥١ الموافق ٣١ ديسمبر سنة ١٩٣٢.
قال الأستاذ رشيد الذوادي:«وبهذه الفتوى ارتفع نجم الشيخ ادريس عاليا وقد تعزز جانبه بوقوف الشعب بجانبه، وقد ذاع صيت هذه الفتوى وعلقت عليها حتى الصحف العربية في الشرقين الأوسط والأقصى».وكانت هذه الفتوى غذاء لنفوس الشعب خارج مدينة بنزرت في أنحاء الجمهورية وبعثت فيهم ثباتا وتصميما في مقاومة فتنة التجنيس.
وكان له ذوق فني ومعرفة بطبوع الألحان الموسيقية، وله الفضل الأكبر في نجاح الفنان البنزرتي معلم الرشيدية خميس ترنان، فقد كان يصحح له القصائد ويختار له جيدها، ويستمع له وينشطه.
وفي السنوات الأخيرة من حياته دفعه دينه ووطنيته للتشهير بانعقاد المؤتمر الأفخارستي بتونس من القساوسة والرهبان المسيحيين بتأييد من السلطة الاستعمارية، وخاب ظنهم في إعادة السكان إلى حضيرة المسيحية كما كانت في عهد الرومان، وكان انعقاد هذا المؤتمر المتحدي الفاشل فيما بين ١١ - ١٧ ماي ١٩٣٠.
وله شعر اتباعي تقليدي في الأغراض المطروقة في الشعر العربي كالمدح والرثاء والهجاء والوطنية، وله قصائد عديدة في ابطال الإسلام كعمر وعلي وخالد بن الوليد وأبي زمعة البلوي، وصلاح الدين الأيوبي لبعث النخوة والثقة في النفوس، وهذا الحنين إلى الماضي المشرق مبعثه حاضر غائم مظلم الأفق يثير اليأس في النفوس إن لم تستنجد بالماضي وتستلهم منه