الجزائر سنة ١٩٣١.اجتاز بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثانية سنة ١٩٣٢، وبعد مدة اجتاز كذلك بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الأولى.
وفي مدة دراسته بجامع الزيتونة كان يعيش تحت مراقبة حازمة من قبل والده فتنقله بين الجامع والمنزل ونظام أوقاته مضيق عليهما جدا لئلا ينغمس في حركات أدبية واجتماعية أو يختلط بجماعات تجعله غير ناجح في دراسته أو مقبلا عليها بكلل أو مشمئزا منها ومفكرا في الانقطاع عنها كما كان شأن غيره من سلك هذا السبيل فكان من الحكمة الكبرى مراقبته والتضييق عليه ليقبل بجد على الدراسة لا غير.
ولما احرز على شهادة التطويع زالت عنه قيود المراقبة والتضييق فقام بنشاط اجتماعي متعدد الجوانب والاتجاهات فعمل بالجمعية الخيرية وبجمعية قدماء الصادقية ولجان الحفلات بالمرسى والمنظمات التي أنشأها مع جماعة من زملائه الطلبة، ودخل المجلس الاداري للخلدونية سنة ١٩٣١ بعد أن ربطه بالخلدونية رئيسها الاستاذ عبد الرحمن الكعاك، وألقى محاضرات على منبر الخلدونية، وكان موضوع أول محاضرة له عن:«القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني».
وقد قام بعدة رحلات فرحل أول مرة إلى فرنسا سنة ١٩٢٦، وزار مصر مرات، والحرمين الشريفين أكثر من مرة والقطر الجزائري، وزار المغرب الاقصى كما زار ليبيا مرة واحدة، ورحل إلى سوريا ولبنان وبغداد وإيطاليا وسويسرا وتركيا والمانيا والنمسا واليونان وبلغاريا ويوغوسلافيا، وربط صلات مع كثير من رجال العلم والادب ورحل للاشتراك في مؤتمرات المستشرقين عدة مرات وفي مؤتمرهم المنعقد باستانبول حضره بصحبة والده ودعيا للحضور بصفة شخصية لا يمثلان دولة ولا منظمة، وألقى فيها محاضرة باللغة الفرنسية عن كتاب لابن حزم في الاحتجاج لمذهبه ضد القياس، وقد ترجمها إلى العربية ونشرت في عددين من المجلة الزيتونية سنة ١٩٥٢.وفي سنة ١٩٤٨ حضر بباريس مؤتمر المستشرقين استجابة لدعوة الكوليج دي فرانس قصد المشاركة في حوار علمي،