وفي سنة ١٩٢٥ سمي عاملا على المثاليث ومقر الإدارة جبنيانة فسعى جهده لاقرار أهاليها بالأرض لتعميرها، واحداث عدة مكاتب ابتدائية، واحداث طرق معبدة، وتزويد القرى بالماء الصالح للشراب وتنوير مركز العمل ليلا.
وفي سنة ١٩٢٨ نقل واليا على المهدية، فاجتهد في نشر التعليم في القرى، وكان يلقي كل أسبوع محاضرات في التاريخ الإسلامي وبخاصة في أحداث تلك الجهة في ناديها ونادي الشبيبة المدرسية، واوقف كتبا كثيرة على مكتبات المدينة.
وفي سنة ١٩٣٥ سمي عاملا على الوطن القبلي (نابل وناحيتها) فاهتم بمصالحها العمومية، وأوقف كثيرا من الكتب العربية على مركز الولاية وعلى القرى الكبيرة والصغيرة.
وفي سنة ١٩٣٩ عاد إلى العاصمة بصفة وكيل الإدارة المحلية والجهوية يعني شؤون الادارة الداخلية للبلاد. وتحدث عن هذه الفترة فقال: «وفي أثناء مباشرتي لهذا المنصب احلت على التقاعد لبلوغي السن القانوني بعد أربعة وثلاثين عاما من العمل المنهك لكن الإدارة المركزية أبت إلا أن تعينني رئيسا لمصلحة الأوقاف (وذلك سنة ١٣٦١/ ١٩٤٢) فاجتهدت في الذب عن مصالحها ومنع أيدي الطمع والاستبداد إلى أملاك الأوقاف وأراضيها الخصبة».
وفي أواخر الحرب العالمية الثانية وانتهائها من البلاد التونسية انتخب وزيرا للقلم (٣ ماي ١٩٤٣ جويلية ١٩٤٧) وهو وظيف الاشراف على الشئون الداخلية للبلاد والقيام بتحرير المهم من المكاتيب الدولية ومخاطبة ملوك الخارج.
ولما تخلى عن هذا المنصب أقبل على العمل في تأليفه الكبير «كتاب العمر» وكذلك السفر إلى الأقطار الشرقية والغربية.