وأما قوله (منكم) فهي للتبعيض، ويقدر الخطاب عاما للمؤمنين وغيرهم. وأما قوله:(من جبال) فهو بدل من السماء لأن السماء مشتملة على جبال البرد، فكأنه قال: وينزل من برد في السماء. وهو من قبيل ما أعيد فيه العامل مع البدل. وأما قوله:{ويلبسون ثيابا خضرا من سندس}[١٨: ٣١]. ففي موضع الصفة. فهي للتبعيض».
الرضي: تعرفها بأن يكون قبل من أو بعدها مبهم يصلح أن يكون المجرور بمن تفسيرًا له وتوقع اسم ذلك المجرور على ذلك المبهم؛ كما يقال مثلاً للرجس: إنه الأوثان؛ وفي قولك: عشرون من الدراهم: العشرون إنها الدراهم.
وقال الزمخشري: كونها للتبيين راجع إلى معنى الابتداء. وهو بعيد؛ لأن الدراهم هي العشرون في قولك: عشرون من الدراهم، ومحال أن يكون الشيء مبدأ نفسه، وكذلك الأوثان هي الرجس؛ فلا تكون مبدأ له. الرضي ٢: ٢٩٩ - ٣٠٠.