للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإبصار عنهم، لا بالنسبة إلى متعلقه.

البحر ١: ٨١.

٥ - ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم [٢: ٢٠]

شاء: بمعنى أراد، وحذف مفعولها جائز لفهم المعنى، وأكثر ما يحذف مع (لو) لدلالة الجواب عليه.

قال الزمخشري: لقد تكاثر هذا الحذف في شاء وأراد، يعني حذف مفعوليها، قال: لا يكادون يبرزون هذا المفعول إلا في الشيء المستغرب نحو قوله:

فلو شئت أن أبكي دما لبكيته

وقوله: {لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه} {ولو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى}.

قال صاحب التبيان: وذلك بعد (أن) أنشد قوله:

فلو شئت أن أبكي دما لبكيته ... عليه ولكن ساحة الصبر أوسع

متى كان مفعول المشيئة عظيما أو غريبا كان الأحسن أن يذكر نحو: لو شئت أن ألقي الخليفة كل يوم لقيته؛ وسر ذكره أن السامع منكر لذلك أو كالمنكر، فأنت تقصد إلى إثباته عنده فإن لم يكن منكرًا فالحذف، نحو: لو شئت قمت، وفي التنزيل: {لو نشاء لقلنا مثل هذا}. وهو موافق لكلام الزمخشري.

وليس ذلك عندي على ما ذهبا إليه من أنه كان في مفعول المشيئة غرابة حسن ذكره وإنما حسن ذكره في الآية والبيت من حيث عود الضمير، إذ لم لم يذكر لم يكن للضمير ما يعود عليه، فهما تركيبان فصيحان، وإن كان أحدهما أكثر. البحر ١: ٨٩، البحر ١: ٨٧.

٦ - نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون [٢: ١٠١]

<<  <  ج: ص:  >  >>