للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ياقوت في كتابه معجم البلدان «١» : وبطنان كأحد جموع بطن، فإن البطن يجمع على أبطن وبطون. وبطنان، اسم واد بين منبج وحلب بينه وبين كل واحد من البلدين مرحلة وفيه أنهر جارية وقرى متصلة قصبتها بزاعا «٢» وكانت بزاعة حصنا منيعا له خندق وكان الروم استولوا على هذا الحصن سنة ٣١٣ بالسيف ثم رحلوا عنه وعادوا في سنة ٣٣٢ وفتحوه بالأمان ثم غدروا بأهله ونادى مناديهم من تنصر فهو آمن ومن أبى فهو مقتول أو مأسور. فتنصر منهم أكثر من خمسمائة إنسان منهم القاضي والشهود وانقطعت الطريق على طريق بزاعا وصارت على طريق بالس وضاق بالمسلمين الخناق إلى أن استنقذه منهم الأتابك عماد الدين زنكي في محرم سنة ٥٣٣ وخرب الحصن وأبقى البلد عامرا.

وأما الباب فهي أكثر عمارة من بزاعا وكان فيها مغاير تعصم أهلها من العدو وكان بها طائفة كثيرة من الإسماعيلية فاجتمع القنوية وزحفوا إلى الباب فاعتصم الإسماعيلية في المغاير فاستخرجوهم بالدخان وقتلوا منهم مقتلة عظيمة. وقد كثرت العمائر في الباب وصارت مصرا من الأمصار وعمر بها الأتابك طغريل الظاهري خانا للسبيل ومدرسة.

وفي حسنها يقول أبو عبد الله محمد بن نصر القيسراني وقد مر بها بديهة:

أمالك رقّي سرّح الطرف غاديا ... على أهل بطنان سقتها سحابها

حدائق للحذاق فيها لبانة ... يعيد لنا شرخ الشباب شبابها

وإن كنت تبغي يا لك الخير مدخلا ... إلى جنة الفردوس فالباب بابها

ويقال لبطنان بطنان حبيب نسبة إلى حبيب بن مسلمة القهري. ويطلق بطنان في اللغة أيضا على الأودية التي يستريض بها ماء السيل فيكرم نباتها واحدتها بطن وقد لمع إليه امرؤ «٣» القيس بقوله:

ألا ربّ يوم صالح قد شهدته ... بتادف ذات التل من بطن طرطرا

وطرطر هو المعروف الآن بأبي طلطل. وإلى بطنان ينسب أبو علي الحسن بن محمد الحلبي المعروف بابن بطنان. وقد أطلق اسم هذا الوادي على قرية فيه فقيل لها بطنان كان

<<  <  ج: ص:  >  >>