وله أيضا:
لك الله إن شارفت أعلام جوشن ... ولاحت لك الشهبا وتلك المعالم
فبلّغ سلامي من محبّ متيم ... ينوح اشتياقا حين تشدو الحمائم
ولبعضهم من قصيدة:
حيّا الحيا تربة شهباء من حلب ... بما تدرّ به الأنواء من حلب
وصاب أرجاءها صوب العهاد ولا ... زال السحاب عليها خدّ منسحب
ومنها:
من لي بها ورداء الوصل يجمعنا ... ونحن نرفل في موشّيها القشب
آها على طيب أيام لنا سلفت ... لو كان ينفع تأويه لمكتثب
ما إن تذكرت أوقات السرور بها ... إلّا ورحت حليف الهم والكرب
ومات طرفي بماء الدمع في غرق ... ومهجتي بزناد الشوق في لهب
لأن بكيت على داري ونحت بها ... فلست أول محزون ومنتحب
ولشرف الدين بن سليمان الحلبي مجاوبا لأخيه بدر الدين:
أيا ساكني الشهباء جادت ربوعكم ... دموعي إذا ما الغيث ضنّ غمامه «١»
لئن «٢» لاح برق في حمى الحيّ موهنا ... فمن نار وجدي يستمدّ ضرامه
وإن هب معتلّ النسيم على الرّبى ... فمن سقم جسمي يستعير سقامه
أتاني كتاب منكم ففضضته «٣» ... كما شقّ عن ثوب الرياض كمامه
وقبّلته حتى محوت سطوره ... ولذّ لقلبي في البعاد التثامه
فمنّي عليكم طيّب النشر عاطر ... يفضّ لديكم كلّ وقت ختامه