للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَطْمَئِنَّ رَاكِعاً ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَافِعاً ثمَّ اسْجدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً ثم ارْفَعْ (١) ثم افْعَلْ في صَلَاتِكَ كلِّهَا هكَذَا" (٢) فذكر - صلى الله عليه وسلم -، في معرض التعلم، ما سبق بيانه من الأركان وسكت عن رفع اليدين، وعن حدّ القراءة، وعن تكبيرة الانتقالات، وعن الجلسة الوسطى، وعن التشهد، وعن الجلسة الأخيرة وعن السلام ثم استقرأنا الشريعة (واستقريناها) (٣)، فثبت أنه - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لَا صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" (٤)، وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَه قَالَ: كلُّ صَلَاةٍ لَم يُقْرَأْ فِيهَا بِأمِّ الْقرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ" (٥) الحديث. وثبت عنه، - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "يَقُولُ الله قَسَمْت الصلَاةُ بيني وَبَيْنَ عَبدِي نِصْفَيْنِ" (٦) الحديث فتعيَّنت الفاتحة بهذه الأخبار، وترك - صلى الله عليه وسلم - الجلسة الوسطى فلم يجعل ذلك قادحاً في الصلاة، لكنه عوَّض عنها بالسجود قبل السلام وقال - صلى الله عليه وسلم -: "تَحْريمهَا التَكْبِير وَتَحْلِيلهَا التَّسْلِيم" وهو حديث حسن، ثم اختلفت مناهج العلماء في هذه الأخبار بحسب اختلاف مراتب الأدلة في الكتاب والسنة وارتباطها باللغة، واختلاف الرواية في الأحاديث


(١) في (ك)، و (م)، و (ص) زيادة: حتى تطمئن جالساً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم.
(٢) هو حديث المسيء صلاته وقد تقدم.
(٣) في (م) استعلم لبابها.
(٤) الحديث متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب صفة الصلاة باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها ١٠/ ١٩٢، ومسلم في كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ١/ ٢٩٥، وأبو داود ١/ ٥١٤، والترمذي ٢/ ٢٥، والنسائي ٢/ ١٣٧ - ١٤١، وابن ماجه ١/ ٢٧٣، وأحمد. انظر الفتح الرباني ٣/ ١٩٣ - ١٩٤، وابن خزيمة ١/ ٢٤٦، والدارقطني ١/ ٣٢١ والدارمي ١/ ٢٨٣ بلفظ "مَنْ لَمْ يَقْرَأ بِأمِّ الْكِتَابِ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ" كلهم من طريق عبادة بن الصامت.
(٥) مسلم في كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ١/ ٢٩٧ وأبو داود ١/ ٥١٢، والموطأ ١/ ٨٤، والترمذي ٢/ ١٢١ و ٥/ ٢٠١، والنسائي ٢/ ١٣٥، وابن ماجه ١/ ٢٧٣، والبيهقي في السنن ٢/ ٣٧٥، وابن خزيمة ١/ ٢٤٧، كلهم عن أبي هُرَيْرَة.
(٦) مسلم في كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ١/ ٢٩٦، وأبو داود ١/ ٥١٢، والترمذي ٥/ ٢٠١، والنسائي ٢/ ١٣٥ - ١٣٦، وأحمد ٢/ ٢٤١، ٣٢٠، والبغوي في شرح السنة ٣/ ٤٧، وقال: حديث صحيح كلهم عن أبي هريرة قال: سمعت رسولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، يقول: قال الله تعالى: "قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَينِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلعَبْدِي مَا سألَ فَإذا قَالَ: الحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ الله تَعَالى: حَمِدَنِي عبدي وَإِذَا قَالَ: الرحْمنِ الرحِيمِ قَالَ الله تعالى: أثنَى عَلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قَالَ: مَجَّدني عَبْدِي .. ".

<<  <   >  >>