للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأنصاري الذي دخل على أهله من الخندق وكان حديث عهد بعرس (١).

الثانية: استطالته على قلبه بالوسوسة فإذا جاء رمضان صُفِّدوا عن الاستطالة البدنية وبقي الاسترسال على وسوسة القلب، وكذلك قوله أيضًا (فتحت أبوابها) يعني الجنة (وغلقت أبواب النار) يحتمل الحقيقة بأن يفعل ذلك فيهما، ويحتمل المجاز بأن يكون ذلك عبارة عن تيسير سبل الطاعة التي هي أبواب إلى الجنة وتعذير سبل المعاصي التي هي أبواب النار.

ويجوز أن تجتمع الحقيقة والمجاز في هذه الأوجه كلها فتكون مرادة بالحديث موجودة فيه لكن لم يرد من الشرع تعيين في ذلك كله.

وأكثر ما يتضاعف الفضل ويكثر الترغيب فيه في العشر الأواخر فقد كان رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا ليله وأيقظ أهله وشد المئزر (٢)، يعني بقوله شد المئزر أمسك عن النساء وأقبل على (٣) الله.

فن أصولي: قال في الحديث الذي صدر به مالك (٤)، رضي الله عنه، باب الترغيب أن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، والناس صلّوا ليالي ثم ترك النبي، - صلى الله عليه وسلم -، الصلاة واعتذر إليهم بأني خشيت أن تفرض عليكم (٥)، وذلك أنه سأل لأمته ليلة الإسراء التخفيف والحطّ من


= أن سعد بن عبادة بال قائمًا فلما رجع قال لأصحابه: إني لأجد دبيبًا فمات فسمعوا الجن تقول: قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ورميناه بسهمين فلم تخط فؤاده. طبقات ابن سعد ٣/ ٦١٧.
(١) هذا الأنصاري روى قصته مسلم في صحيحه في كتاب السلام باب قتل الحيات وغيرها ٤/ ١٧٥٦ عن أبي سعيد الخدري ولم يسم هذا الأنصاري صاحب القصة.
(٢) حديث متفق عليه أخرجه البخاري في التراويح باب العمل في العشر الأواخر من رمضان ٣/ ٦١، ومسلم في الاعتكاف باب الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان ٢/ ٨٣٢، والبغوي في شرح السنة ٦/ ٣٨٩ كلهم من حديث عائشة.
(٣) نقل البغوي عن الخطابي قوله شد المئزر يتأول على وجهين: أحدهما هجران النساء وترك غشيانهن والأخر الجد والتشمير في العمل قال رحمه الله يقال شددت لهذا الأمر مئزري أي تشمرت له وعلى الأول كنّى بذكر الإزار عن الاعتزال عن النساء ويكنى عن الأهل بالإزار واللباس قال الله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} شرح السنة ٦/ ٣٨٩.
(٤) الموطأ ١/ ١١٣ باب الترغيب في صلاة رمضان.
(٥) متفق عليه البخاري في كتاب التهجّد باب تحريض النبي - صلى الله عليه وسلم -، على صلاة الليل ٢/ ٦٢، وفي الجمعة باب من قال في خطبة بعد الثناء أما بعد ٢/ ١٣، وفي التراويح باب فضل من قام رمضان ٢/ ٥٨، ٥٩، ومسلم كتاب صلاة المسافرين باب الترغيب في قيام رمضان ١/ ٥٢٤، والموطّأ ١/ ١١٣، وشرح السنة

<<  <   >  >>