للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكون معه التحصيل، فربما استرسل وعاؤه وانحل وكاؤه فانتقضت طهارته وهو الغالب من حاله لأنها جبلة لا تنكر وحالة لا ترد فيعارض أصل الطهارة ظاهر هذه الحالة فيسقط الظاهر الأصل، وهي مسألة من أصول الفقه بديعة إذا تعارض أصل وظاهر تختلف فيها الأحوال وتتعارض فيها الأدلة وقد بيّناها في مكانها (١).

حديث قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} إلى {لِلتَّقْوَى} (٢) إنما مراده فيها أن الباري تعالى خلق العبد فأمره بالخدمة وضمن له المعيشة، فمن أراد من سيده أن يقوم له بمضمون المعيشة فليقم له بواجب الخدمة.

القول في الوتر: أعلموا بصَّركم الله تعالى أن الوتر خاتمة النوافل وذلك أن الباري تعالى شرع الفرائض وترًا شرعًا مفروضًا فشرع كذلك النوافل وترًا شرعًا مسنونًا فإن الله وتر يحب الوتر، ولولا الوتر ما خلق الشفع، وإنما خلق الشفع ليتبين الوتر به فغاية الفرائض سبع عشرة ركعة، وإلى هذا العد انتهى النبي، - صلى الله عليه وسلم -، بالنوافل في صلاة الليل (٣) مَثْنى مَثْنى فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الْصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ (٤) صَلَّى. وقد روي فيه (صَلَاةُ الْلّيْل وَالنَّهَارِ مثنى مثنى) (٥) (٦) ...................................


(١) انظر المحصول للمؤلف ٦٥ أوب.
(٢) سورة طه آية ١٣٢.
هذا الأثر رواه مالك في الموطّأ ١/ ١١٩، وأورده الخطيب التبريزي في المشكاة ١/ ٣٩٠.
درجة هذا الأثر. صحيح إلى عمر من حيث الإِسناد، وقد ذهب إلى تصحيحه الشيخ ناصر في تعليقه على المشكاة.
(٣) زيادة من (ك) و (م). لم يزد عليها وإنما يكون الوتر بالليل دون النهار قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صَلَاة الليْل .... الخ.
(٤) البخاري في كتاب الوتر باب ما جاء في الوتر ٢/ ٣٠، ومسلم كتاب صلاة المسافرين باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر بركعة من آخر الليل ١/ ٥١٦، وأبو داود ٢/ ٣٦، والترمذي ١/ ٣٠٠، والنسائي ٣/ ٢٢٧، وابن ماجه ١/ ٤١٨، والموطّأ ١/ ١٢٣. كلهم عن ابن عمر.
(٥) قال الحافظ في الفتح: قوله مثنى مثنى أي اثنين وهو غير منصرف لتكرار العدل فيه، قال صاحب الكشاف. وقال آخرون للعدل والوصف وأما إعادة مثنى فللمبالغة في التأكيد، وقد فسره ابن عمر رأوي الحديث فعند مسلم من طريق عقبة بن حريث قال: قلت لابن عمر: ما معنى مثنى؟ قال: تسلم من كل ركعتين، وفيه رد على من زعم من الحنفية أن معنى مثنى مثنى أن يتشهد بين كل ركعتين لأن راوي الحديث أعلم بالمراد به وهو المتبادر إلى الفهم لأنه لا يقال في الرباعية مثلًا أنها مثنى. فتح الباري ٢/ ٤٧٩.
(٦) زيادة النهار في هذا الحديث عند أبي داود ٢/ ٢٩، والترمذي ٢/ ٤٩١ والنسائي ٣/ ٢٢٧، وابن ماجه =

<<  <   >  >>