للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو وهم قبيح (١) وكل صلاة رويت عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، في النهار مثنى شفع وكل صلاة رويت عنه بالليل فرد وتر، إذا ثبت هذا فإن الوتر مسنون غير مفروض في فعله ثواب بفضل الله تعالى، وفي تركه عقاب (٢) إن شاء الله تعالى ومغفرة برحمة الله.

وقال أبو حنيفة: هو واجب يعاقب تاركه وهو في المشيئة (٣). وليس له في هذه المسألة دليل يُعوَّل عليه، وكل حديث يتعلق به باطل. وقد نزع سحنون (٤) بهذه المسألة إلى الحنفية فقال: إن من ترك الوتر يؤدب، وإنما التقفها عن أسد (٥) بن الفرات وهي، لعمر الله، ملح غير فرات فإن ظهر المؤمن حمى لا يستباح إلا إذا عصى، وقد قال النبي، - صلى الله عليه وسلم -، في جواب الأعرابي الذي سأله عن فروض الصلاة خمس صلوات، فسأل:


= ١/ ٤١٩، والموطأ ١/ ١١٩ بلاغًا عن ابن عمر وابن خزيمة ٢/ ٢١٤.
درجة الحديث: بهذه الزيادة صححها الزرقاني فقد قال في شرحه للموطأ: بلاغه، أي مالك، صحيح وقد رواه ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله الأشج أن محمد بن عبد الرحمن بن قرمان حدثه أنه سمع ابن عمر يقول: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) شرح الزرقاني ١/ ٢٤٥ وصححه الأعظمي وعزى ذلك إلى الألباني. انظر تعليقه على صحيح ابن خزيمة ٢/ ٢١٤، وكذلك الألباني في صحيح الجامع الصغير ٣/ ٢٥٦ وقال الحافظ ابن حجر: قال ابن عبد البر لم ينقله أحد عن ابن عمر غير علي وأنكروه عليه، وكان يحيى بن معين يضعف حديثه هذا، ولا يحتج به ويقول: إن نافعًا وعبد الله بن دينار وجماعة رووه عن ابن عمر بدون ذكر النهار، قال الترمذي: صحح ما رواه الثقات عن ابن عمر فلم يذكروا فيه صلاة النهار، وقال النسائي. هذا الحديث عندي خطأ، وكذا قال الحاكم في علوم الحديث، وقال النسائي في الكبرى: إسناده جيد إلا أن جماعة من أصحاب ابن عمر خالفوا الأزدي فلم يذكروا منه النهار وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم في المستدرك، وقال الدارقطني: ذكر النهار فيه وهم، وقال البيهقي: هذا حديث صحيح، وعلي البارقي: احتج به مسلم والزيادة من الثقة مقبولة وقد صححه البخاري لما سئل عنه. تلخيص الحبير ٢/ ٢٢.
درجة الحديث: الراجح لدي صحته لما تقدم.
(١) قلت. الأَولى عدم التشنيع نظرًا إلى أن هذه الزيادة صححها أئمة كبار كالبخاري وغيره.
(٢) ولعل الصواب في تركه عتاب, ويؤيده ما في المسالك في فعله ثواب تفضل الله به وليس في تركه عقاب المسالك ل ١٢٤.
(٣) انظر شرح فتح القدير لابن الهمام ١/ ٣٠١.
(٤) سحنون تقدمت ترجمته.
(٥) ١٤٢ - ٢١٣ هـ. أسد بن الفرات بن سنان، مولى بني سليم، قاضي القيروان وأحد القادة الفاتحين. أصله من خراسان، وهو أول من فتح صقلية وتوفي من جراحات أصابته وهو محاصر سرقوسة برًا وبحرًا. الأعلام ١/ ٢٩١، الديباج ١/ ٢٠٥ - ٢٠٦، المدارك ٣/ ١٥٠ - ١٥١، شجرة النور الزكية ١/ ٧٥، بغية الملتمس ٢٢٣ - ٢٢٤، قضاة الأندلس ٥٤، تراجم إسلامية ١٥٢.

<<  <   >  >>