للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكنه ألحق الثاني بالأول لفظاً كما قال الشاعر:

علفتها تبنًا وماء باردًا (١) ...........................

وكما قال الاخر:

ورأيت زوجك في الوغا ... متقلدًا سيفًا ورمحا (٢)

حديث: قوله "أَتَرَوْنَ قِبْلَتِي ههُنَا" (٣) الحديث. قال بعض الناس: معناه أنه كان يرى من وراء ظهره ممن كان على يمينه أو يساره، فإنه كان يلتفت إليه التفاتًا لا يلوي عنقه، وهذا ضعيف لا يميل إليه إلا ضيِّق الحوصلة في العلم بل كان - صلى الله عليه وسلم - يري ما وراءه كما يري ما أمامه فإن الإِدراك معنىً يخلقه الله تعالى في العين على قدر ما يريد أن يبصر الرائي من المرئيات (٤)، أَوَلا تراه يري الجنة في عرض الحائط (٥) ولا يراها أحد، ويرى جبريل ولا يراه غيره (٦).


(١) البيت لعبد الله بن الزِّبعرى انظر ديوانه ص ٣٢، وذكر محققه مصادر عديدة جاء البيت في أكثرها، وانظر لسان العرب ٩/ ٢٥٥، مجاز القرآن ٢/ ٦٢، تأويل مشكل القرآن ص ١٦٥، والمحرر الوجيز ١/ ١٥٥ وتكملة البيت:
حتى غدت همالة عيناها
(٢) البيت نسبه الأخفش في تعليقه على الكامل ٣/ ٢٣٤ لعبد الله بن الزَّبعرَى، وأورده ابن قتيبة في مشاكل القرآن ص ٢١٤ ولم ينسبه، وكذلك في معاني القرآن للفرّاء ١/ ١٢١، ومجاز القرآن ٢/ ٦٨، ومجمع البيان /١١١، والبحر المحيط ٢/ ٤٦٤، ٦/ ٤٨٥، واللسان ٣/ ٣٦٧، والمقتضب٢/ ٥١.
(٣) متفق عليه. البخاري في كتاب الصلاة باب عظة الإِمام الناس في تمام الصلاة وذكر القبلة ١/ ١١٤، ومسلم في الصلاة باب الأمر بتحسين الصلاة وتمامها والخشوع فيها ١/ ٣١٩، والموطأ ١/ ١٦٧، كلهم من رواية أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قَال:"هل ترونَ قبلتِي هنا فو الله ما يخفى علَيَّ ركُوعكمْ ولاسُجودُكمْ إنِّي لأَرَاكُمْ وراء ظهري" لفظ مسلم.
(٤) اقول: ما رجّحه الشارح هنا رجّحه الحافظ ابن حجر فقد قال: والصواب المختار أنه محمول على ظاهره , وأن هذا الإِبصار إدراك حقيقي خاص به - صلى الله عليه وسلم - انخرقت له فيه العادة وعلى هذا عمل المصنف (أي البخاري) فأخرج هذا الحديث في علامات النبوة، وكذا نقل عن الإِمام أحمد وغيره. فتح الباري ١/ ٥١٤.
(٥) متفق عليه. البخاري في الاعتصام باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه ٩/ ١١٨ وفي العلم باب من برك علي ركبتيه عند الإمام ١/ ٣٤، ومسلم في الفضائل باب توقيره - صلى الله عليه وسلم -،وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه ٤/ ١٨٣٣,١٨٣٢، والبغوي في شرح السنة ١٣/ ٢٩٩ - ٣٠٠ كلهم عن أنس.
(٦) متفق عليه. البخاري في تفسير سورة النجم باب قوله تعالى: {فَأوْحى إلى عبْدِهَ مَا أَوْحَى} ٦/ ١٧٦ ,ومسلم في الإيمان باب في ذكر سدرة المنتهى ١/ ١٥٨ بعدة روايات، والبغوي في شرح السنة ٣/ ٣٤٩ - ٣٥٠ كلهم من طريق سليمان الشيباني قال: سألت زرا عن قوله تعالى: {فَكَان قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى* فَأَوْحَى إلي عَبْده ما أوْحي} قال أخبرنا عبد الله أن محمدًا، - صلى الله عليه وسلم - رأى جبريل له ستمائة جناح، لفظ البخاري.

<<  <   >  >>