للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حديث (الْلَّهُمَّ فَالِقَ الإِصْبَاحِ قال فيه أمْتِعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي) وفي رواية (وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي) (١).

فإن قيل: وكيف يكون السمع والبصر وارثين للبدن وهما يفنيان معه؟ قال الأستاذ أبو المظفر (٢): هو مجاز على أحد معني الوارث، وذلك أن الوارث هو الذي لا يموت قبل الموروث، وهو الذي يبقى بعده، فيكون معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، اللهم لا تعدمهما قبلي. وقال بعض الناس (٣) (٤) وأمتعني بأبي بكر وعمر لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -، في أبي بكر وعمر هما السمع والبصر (٥)، وهذا تأويل بعيد إنما المراد بهما الجارحتان.


(١) الموطأ ١/ ٢١٢ - ٢١٣ عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، كان يدعو، قال ابن عبد البر: لم يختلف الرواة عن مالك في إسناد هذا الحديث ولا في متنه، وقد رواه أبو خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن مسلم بن يسار قال: كان دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكره. التقصّي ص ٢٣١.
أقول: الحديث مرسل لأنه روي من طريق مسلم بن يسار قال عنه الحافظ مسلم ابن يسار المصري أبو عثمان الطنبذي، مولى الأنصار، مقبول من الرابعة / بخ ص د ت ق. ت ٢/ ٢٤٧ وقال في ت ت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني يعتبر به ت ت ١٠/ ١٤١.
وأبو خالد الأحمر هو سليمان بن حيان الأزدي، أبو خالد الأحمر، الكوفي صدوق يخطئ من الثامنة. مات سنة ١٩٠ أو قبله وله بضع وسبعون /ع. ت ١/ ٣٢٣ - ، وانظر ت ت ٤/ ١٨١.
درجة الحديث: ضعيف لأن مسلم بن يسار لم يوثقه غير ابن حبان.
(٢) تقدمت ترجمته.
(٣) في (م) زيادة معناه.
(٤) وقال ابن كثير: قال سعيد بن جبير وعكرمة ومقاتل بن حيان والضحاك. صالح المؤمنين أبو بكر وعمر. تفسير ابن كثير ٧/ ٥٦، وانظر القرطبي ١٨/ ١٨٩.
(٥) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/ ٥٢ (عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ: أَرَادَ رَسُولُ الله، - صلى الله عليه وسلم - اَنْ يَبْعَثَ رَجُلاً في حَاجَةٍ قَدْ أَهَمَّتْهُ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينهِ وَعُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ لَه عَلِيُّ: مَا يَمْنَعُكَ مِنْ هذَيْنِ؟ فَقَالَ: كَيْفَ أَبْعَثُ بِهذَيْنِ وَهُمَا مِنَ الدِّينِ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَ الرَّأْسِ). رواه الطبراني، وفيه فرات بن السائب وهو متروك.
أقول: فرات بن السائب هو أبو سليمان، وقيل أبو المعلى، الجزري عن ميمون بن مهران وعنه حسين بن محمد المروزي وشبابة وجماعة. قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال الدارقطني وغيره: متروك، وقال أحمد: قريب من محمد بن زياد الطحان في ميمون يتهم بما يتهم به ذلك. الميزان ٣/ ٣٤١ وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الاثبات ويأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه، ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار. المجروحين ٢/ ٢٠٧.
درجة الحديث: ضعيف.

<<  <   >  >>