للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الناس إليه فيحملونه دَوَلاً (١) حتى يوضع على قبره، فإذا حُملت الجنازة فالسنَّة أن يمشي أمامها، كما روى مالك، رضي الله عنه، عن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، والخلفاء من بعده إلى زمانه (٢)، وقد قال مالك، رضي الله عنه: إن كان ماشياً فأمامها وإن كان راكباً فخلفها (٣)، وقال أهل العراق: المشي خلفها أفضل (٤) لقول النبي، - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ تَبعَ جَنَازَةً) (٥) في كل


(١) أي متداولين متناوبين على حمله.
(٢) الموطأ ١/ ٢٢٥ مَالِك عَنْ ابنِ شِهَاب أن رَسولَ اللِه - صلى الله عليه وسلم -، وَأبَا بكرٍ وَعمَرَ كانُوا يمْشونَ أمَامَ الْجَنَازَةِ. قال ابن عبد البر: هكذا هذا الحديث في الموطأ مرسل عند جميع الرواة، ووصله عن مالك، خارج الموطأ، يحيى بن صالح وعبد الله بن عون وحاتم بن سليمان وغيرهم عن مالك عن الزهري عن سالم عن أبيه، وكذا وصله جماعات ثقات من أصحاب الزهري كابن أخيه وابن عيينة ومعمر ويحيى ابن سعيد وموسى بن عتبة وزياد بن سعد وعباس بن الحسن على اختلاف على بعضهم، ثم أسند هذه الروايات كلها. ورواية ابن عيينة أخرجها أصحاب السنن الأربعة. الزرقاني ٢/ ٥٥؛ فقد رواها أبو داود عن القعنبي عن سفيان ابن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه ٣/ ٥٢٢، والترمذي عن قتيبة وأحمد ابن منيع وإسحاق بن منصور ومحمود بن غيلان قالوا حدثنا سفيان .. قال الترمذي وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح .. قال ابن المبارك حديث الزهري، في هذا، مرسل أصح من حديث ابن عيينة. سنن الترمذي ٣/ ٣٣٠.
ورواه النسائي من طريق قتيبة عن سفيان به ٤/ ٥٦، وابن ماجه من طريق سهل بن أبي سهيل عن سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه ١/ ٤٧٥، وأحمد. انظر الفتح الرباني ٨/ ١٥، والبغوي في شرح السنة ٥/ ٣٣٢، والبيهقي في السنن الكبرى من نفس الطريق ٤/ ٢٣ وقال عقب روايته روي موصولاً، وقيل مرسلاً، ومن وصله واستقر على وصله، ولم يختلف عليه فيه، وهو سفيان بن عيينة حجة ثقة والله أعلم.
درجة الحديث: نقل الحافظ تصحيحه عن ابن المنذر وابن حزم. التلخيص ٢/ ١١٨، وقد تقدم مثل ذلك عن البيهقي ٤/ ٢٣.
(٣) انظر مواهب الجليل شرح مختصر خليل ٢/ ٢٢٧ وبداية المجتهد ١/ ٢٣٣.
(٤) انظر شرح فتح القدير لابن الهمام ١/ ٤٦٩.
(٥) روى أبو داود من طريق (يحْيىَ بن عبيدَ الله التيَمِي عَنْ أبِي مَاجِدةَ عَنْ ابنِ مَسْعودٍ قَالَ: سَألنَا نَبِيَّنَا - صلى الله عليه وسلم -، عَنِ المَشْي معِ الْجَنَازَةِ فَقَالَ: مَا دونَ الْخَبَبِ إنْ يكنْ خَيْراً تَعْجَلْ إلَيْهِ وإنْ يَكن غَيْرَ ذلِكَ فَبَعْدَ الأهلِ النَّارُ وَالْجَنَازَة مَتْبوعَةٌ وَلَا تتبع لَيْس مَعَهَا مَنْ يَقْدِمهَا).
قال أبو داود وهو ضعيف هو يحيي بن عبد الله وهو يحيي الجابر، قال أبو داود وهذا كوفي وأبو ماجدة بصري .. لا يعرف سنن أبي داود ٣/ ٥٢٥، ورواه الترمذي من طريق أبي ماجدة هذا ثم قال هذا حديث لا يعرف من حديث عبد الله بن مسعود إلا من هذا الوجه، قال سمعت محمَّد بن إسماعيل يضعف حديث أبي ماجدة لهذا، وقال محمَّد قال الحميدي قال ابن عيينة قيل ليحيى من أبو ماجدة هذا؟ قال طائر طار فحدثنا، وقد ذهب بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وغيرهم إلى هذا، ورأوا أن المشي خلفها أفضل، وبه يقول سفيان الثوري وإسحاق قال إن أبا ماجدة رجل مجهول لا يعرف، سنن الترمذي =

<<  <   >  >>