للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على بعض المقتولين عار لحقه وعقوبة حلَّت به كما كَبَّر - صلى الله عليه وسلم - على من غلّ من القبائل تكبيره على الميت (١). إشارة إلى أن العاصي ميت وأن المطيع حيّ قال الله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} (٢) وذلك تأديب وتنبيه والله أعلم، وأما قوله لا تمثلوا فإن الأمة أجمعت على تحريم المثلة وليس فيها حديث صحيح بلفظها (٣)، ولكن وردت أحاديث


= يَهُودَ مَا تُسَاوِينَ دِرْهَمَيْنِ. وقد سقط من الموطأ من رواية يحيي أبو عمرة، شيخ محمَّد بن يحيي. قال ابن عبد البر: وهو غلط إلا أنهم اختلفوا فقال القعنبي وابن القاسم وأبو مصعب ومعن بن عيسى وسعيد بن عفير عن محمَّد بن يحيي بن حبان عن أبي عمرة واسمه عبد الرحمن، وفي التقريب أبو عمرة الأنصاري عن زيد بن خالد صوابه عن أبي عمرة واسمه عبد الرحمن ت ٢/ ٤٥٦، وانظر تنوير الحوالك ٢/ ١٥ - ١٦.
كما نبه ابن عبد البر خطأ آخر في هذا الحديث وهو قوله (يَوْمَ حُنَيْنٍ) قال: وإنما هو يوم خيبر، وعلى ذلك جماعة الرواة وهو الصحيح. تنوير الحوالك ٢/ ١٦، والحديث رواه أبو داود ٣/ ١٥٥، والنسائي ٤/ ٦٤، وابن ماجه ٢/ ٩٥٠، وأحمد في المسند ٤/ ١١٤ و٥/ ١٩٢، وشرح السنة ١١/ ١١٧.
درجة الحديث: صحيح.
(١) الموطّأ ٢/ ٤٥٨ عَنْ يَحْيىَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي بَرْدَةَ الْكنانِيَّ أنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَتَى النَّاسَ في قَبَائِلِهِمْ يَدْعُو لَهُم وَأَنَّهُ تَرَكَ قَبِيلَةً مِنَ الْقَبَائِلِ ...
قال ابن عبد البر: لا أعلم هذا الحديث روى مسنداً من وجه من الوجوه. تنوير الحوالك ٢/ ١٥.
أقول: الحديث فيه عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة، نقل الزرقاني عن ابن ماكولا: سئل أبو زرعة الرازي عن اسم أبي بردة فقال: لا أعرفه. شرح الزرقاني ٣/ ٣٠. ورجَّح الشيخ زكريا الكاند هلوي أن يكون المغيرة بن أبي بردة الراوي حديث الوضوء فإنهم اختلفوا في اسمه .. قال الحافظ في التعجيل: عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني حجازي أرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، في الوضوء بماء البحر، وعنه يحيي بن سعيد، ذكره ابن حبان في الثقات وقال: روى عنه أهل المدينة. تعجيل المنفعة ص ٢٣٧، وأوجز المسالك على موطأ مالك ٨/ ٣٣٣.
درجة الحديث: ضعيف لكونه منقطعاً.
(٢) سورة الأنعام آية ١٢٢.
(٣) البخاري في المغازي باب قصة عكل وعرينة بلاغاً، قال قتادة: بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال، ٥/ ١٦٥، والنسائي من طريق قتادة عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحث في خطبته على الصدقة وينهى عن المثلة. النسائي ٧/ ١٠١ قال الحافظ بعد استعراضه لحديث النسائي: هذا وقد تبيَّن أن الذي أخرجه النسائي من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن هشام عن قتادة عن أنس قال (نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْمَثَلَةِ إِدْرَاجاً) وأن هذا القدر من الحديث لم يسنده قتادة عن أنس، وإنما ذكره بلاغاً ولما نشط لذكر إسناده ساقه بذكر وسائِط إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. فتح الباري ٧/ ٤٥٩، ورواه البخاري بلاغاً قال قتادة: بلغنا، وعبد الرزاق في المصنف ٥/ ٢١٤، وأحمد في المسند ٣/ ٤٩٤. وانظر الفتح الرباني ١٤/ ٦٧. وقال البنّا: سنده جيد.
درجة الحديث: صححه الشيخ ناصر في إرواء الغليل ٧/ ٢٩٠، وصحيح الجامع الصغير ٦/ ٥٦، وعندي أنه حسن لغيره.

<<  <   >  >>