عطاء الله، وفي النهاية جاءت باخرة لرجل بيروتي فسافر إلى بيروت، وأعطاه الشيخ بدر الدين مكتوبي توصية أحدهما لمحمد باشا ابن الأمير عبد القادر الجزائري المقيم بدمشق، والثاني للشيخ عبد الله السعداوي الورفلي شيخ الشاذلية بحمص، ودامت إقامته في بيروت خمسة أيام، وفي اليوم السادس سافر إلى دمشق، وحاول مقابلة محمد باشا ابن الأمير عبد القادر الجزائري، فلم يقابله وأبلغه بأن يقصد خان المغاربة، بالرغم من أنه قدم له مكتوب التوصية من الشيخ بدر الدين الفليتي الوهراني، ولبث بدمشق ثلاثة أيام، ثم سافر إلى حمص، وفيها نزل بزاوية الشاذلية، وأكرمه شيخها عبد الله السعداوي الورفلّي الليبي، ومكث بحمص شهرا وثلاثة عشر يوما، ثم قصد طرابلس الشام شمالي لبنان، ومكث بها خمسة أيام، ومنها سافر إلى بيروت، ومنها أبحر إلى يافا فبيت المقدس، وفيها التقى بالشيخ الطاهر المتيجي الذي سبق له التعرف به في الوردانين، ونزل في رواق المغاربة المنسوب للغوت أبي مدين دفين تلمسان، وهذا الرواق في وسط البلد، ونزله لأنه كان حافظا للقرآن حسب الشرط للنازل بالرواق، وزار الخليل وبيت لحم، ثم عاد إلى القدس، ومنها إلى يافا، ومنها ركب باخرة نمساوية إلى بور سعيد فالإسماعيلية، فالقاهرة، ومنها الأزهر، ومنه دخل رواق المغاربة ودخل الأزهر يوم الأربعاء ٢٤ شوال ١٣٠٧ هـ، فكانت مدة سفره من صفاقس إلى الأزهر سنة إلاّ خمسة أيام، وبعد مرور عام من إقامته برواق المغاربة سافر لأداء فريضة الحج بعد الاستئذان من شيخ الرواق وتجاوز العام على الإقامة فيه طبق القانون، ثم رجع إلى الأزهر لمواصلة دراسته به، ولبث به عشر سنوات إلاّ خمسة أشهر، ومشايخه بالأزهر كثيرون، والذين أجازوه منهم أحمد الرفاعي الفيومي، وسليم البشري، وأبو الفضل الجيزاوي وخلف الحسيني، وحسن داود الصعيدي العدوي، وحسين مخلوف، وعلي جمعة، وحسن زايد وعلي الحسيني البولاقي، وعلي الصالح، وعبد الغني محمود، ومحمد بخيت المطيعي،