وخلف الفيومي، وإبراهيم السقا، ومحمود محمد خطاب، وغيرهم، وأخذ الحساب عن إدريس أفندي، ثم سافر من القاهرة إلى الإسكندرية متوجها إلى صفاقس، فتلقاه في مينائها خلق كثير من غير سابق معرفة وإنما يبلغهم اسمه واسم بلده، وبات فيها ليلتين أو ثلاث، ومنها سافر إلى بلدة جبنيانة لمقابلة شيخه في الطريقة الخلوتية محمد بن محمود، ومكث عنده أياما ثم أمره بالرجوع إلى صفاقس لتعليم من يرغب، وتلقاه محمد بن محمود الشعبوني بواسطة حسن الزغيدي الجبنياني، وهيّئ له بيت في مدرسة القلال بسوق الجمعة ثم اكتروا له محلا خاصا، ودرس بصفاقس دروسا خاصة بالطلبة ودروسا للطلبة وغيرهم، وبعد مدة سافر إلى مدينة تونس، ونزل ضيفا على ابن بلدته الشيخ صالح العسلي، وفيها اجتمع بثلة من رجال العلم كالشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ صالح الشريف وغيرهما، ثم رجع إلى صفاقس، وبعد مدة أراد السفر إلى جربة، وطلب من التاجر الحاج محمد بن حسين الطرابلسي أن يخاطب من يعرف من تجار جربة ليهيئوا له بيتا في مدرسة الشيخ إبراهيم الجمني، فخاطب السيد عبد السلام غريب الذي رد على الخطاب بالإيجاب، ولما وصل إلى جربة، لبث في ضيافة عبد السلام غريب المذكور وحاكمها السيد مهذب بن خليفة النفاتي الذي تعرف به عند ما كان حاكما في قابس، ومكث بجربة خمسة عشر يوما، ثم عاد إلى صفاقس، وبعد مدة سافر إلى مدينة طرابلس بصحبة الشيخ محمود بن محمد الشعبوني، وبعد أيام سافر إلى زنزور، ومنه إلى الزاوية الغربية، ومنها إلى سيدي أبي عجيلة، ثم عاد إلى طرابلس، وفي كل مكان يجد أحبابه وزملاءه بالأزهر فيفرحون به ويكرمونه، ومكث بطرابلس أياما ثم سافر إلى مسلاّتة، ومنها إلى الخمس، ثم ذهب إلى لبدة وزار بعض آثارها، وبعد الخروج منها مرّ على ساحل حامد، وعلى عين الكعام وعلى الشهداء، إلى أن وصل إلى زليتن، ومنها إلى مصراتة، ونزل مع رفيقه بزاوية السنوسية، ودامت رحلته بالبلاد الليبية نحو شهرين، ثم