الأزهر شوال ١٣٩٢ نوفمبر ١٩٧٢ ص ٩) ومدة الدراسة بالمدرسة النورية خمس سنوات بين ابتدائي وثانوي، ثم يتأهّل الطالب للالتحاق بالزيتونة أو الأزهر.
ولما رجع المترجم إلى بلده وجد الناس يشتكون من عدوان فرسان مالطة (فرسان القديس يوحنا) على صفاقس، ينهبون السفن الراسية بمرساها، ويخطفون الغافلين الآمنين، ولا يخفى أن أعمال القرصنة هذه تخلّ بالأمن وتشلّ حركة التجارة بين بلدان البحر الأبيض المتوسط مثل الإسكندرية التي كانت السفن التجارية لا تنقطع عن الذهاب إليها والإياب منها في أوقات الأمن والاستقرار، وصفاقس بلد تجاري يؤثر على حياته الاقتصادية الحدّ من نشاط الحياة التجارية، زيادة عن كون ردّ عادية الكفّار عن إيذاء المسلمين يعتبر جهادا في سبيل الله، ولذا فكر المترجم في إنشاء سفن لهذا الغرض، فتشاور مع أهل الفضل في إنشاء سفن للجهاد فوافقه أكثر الناس على ذلك، فأنشئوا سفنا جعل الله فيها بركة وانقطع جور الكفرة، وغنم المسلمون منه خيرا كثيرا، وجعل مقدما على السفن يأتمرون بأمره ويصلي بهم إماما الشيخ الصالح ابن أخته الحاج الأبرّ أبو عبد الله محمد قوبعة معلم أطفال المسلمين وكان مقدّما على ضريح منصور الغلام (نزهة الأنظار ٢/ ١٦٤).
ولعلّ المترجم لبث مدة يفكر في اتخاذ الوسيلة الناجعة لردّ غارات فرسان مالطة على شواطئ صفاقس فإنه كان يسمع متألما ما يرتكبونه من عبث وفساد، وكان يفتي المتحمسين من الشبّان للدفاع عن حمى مدينتهم بمخالفة أمر والديهم إذا حاولوا منعهم من التطوع للجهاد، وقد حكى في كتابه «الهدى والتبيين فيما فعله فرض عين على المكلفين» عدوان القراصنة وفتواه التي أشرنا إليها وفي خاتمة هذه