للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفتوى أن الجهاد فرض عين والوالدان يعصيان في القيام بفرض العين لأن تركه معصية، ولا يطاعان في معصية.

وإذا علمنا أنه ألّف كتابه «الهدى والتبيين» وهو على أعتاب الشيخوخة فإن حركة إنشاء السفن تكون حوالى سنة ١١١٣/ ١٧٠٣ أي قبل موته بخمس سنوات.

ومن مآثر المترجم اكتشافه لدواء الكلب قبل باستور بأكثر من قرن، وقد أنقذ بهذا الدواء الكثيرين من الموت بداء الكلب، وقد احتفظ أحفاده بتركيبه، ويسلمونه مجانا لطالبه إلى أن جاء الاستقلال فأبطل استعماله وحجر عليهم صنعه.

ولعلّ المترجم استنبطه من تذكرة الشيخ داود الأنطاكي ومن غيرها إذ مكتبته تحتوي على جانب مهم من كتب الطب، ولا ندري هل أخذ الطب عن شيخ أو اكتفى فيه بالمطالعة.

وهذا الدواء يتركّب من النشادر والذراريح، ولهم حمية مخصوصة عند استعماله، ولما كان الدواء يتركب من مواد حادّة فإنه يحدث تمزقا يسيرا في مجرى البول إذ تخرج مع البول قشرة يسيرة منسلخة من المجرى تضطرب وتتحرك، وهي علامة على النجاة من الداء.

وقد لحقت المترجم محنة قبل انقراض الدولة المرادية، وسببها أن بعض الوشاة الحاقدين وشى به إلى السلطة بأنه يتآمر على قلبها نظرا إلى مكانته ونفوذه في بلده لا سيما وتاريخ المغرب العربي حافل بهذا الصنف من معلمي الصبيان الذين أقلقوا الدول بثوراتهم، وصادفت هذه الوشاية أذنا صاغية من السلطة فنكلت بأتباعه ونجا هو بالفرار متنكرا، فقد أرسل السلطان جماعة من رجاله لأخذ الشيخ وأتباعه وذهب أموالهم فأرسل بعض أهل الفضل كتابا إلى الشيخ

<<  <  ج: ص:  >  >>