للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم رواه ابن عبد البر (١٤/ ١٢٠) من طريق أخرى صحيحة إلى يحيى بن أبي بكير - مقرونًا بأبي عامر العقدي - بلفظ: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله"، ولم يذكر السؤال عن الصلاة، ولا حديث ابن عمر.

٥ - ورواه أبو داود الطيالسي [ثقة حافظ]، ويزيد بن هارون [ثقة متقن]، وأبو النضر هاشم بن القاسم [ثقة ثبت]:

ثلاثتهم، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن نوفل بن معاوية، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من فاتته الصلاة فكأنما وتر أهله وماله".

قال هاشم في حديثه: فقلت لأبي بكر: ما هذه؟ قال: العصر.

وقال يزيد في حديثه: فقلت: ما هذه الصلاة؟ قال: لا أدري.

قال الزهري: فذكرت ذلك لسالم، فقال: حدثني أبي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ترك صلاة العصر ... ".

كذا في رواية الطيالسي.

وفي حديث يزيد وهشام: قال الزهري: وأما هذا الحديث الذي حدثناه سالم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله".

أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (٢/ ٥٦٤/ ١٣٣٣) و (٣/ ٣٤٦/ ١٩١٢).

ومن طريقه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٦٤٢٦/٢٦٨٦)، والبيهقي في المعرفة (١/ ٦١٨/٤٦٠)، وفي الشعب (٣/ ٥٢/ ٢٨٤٤)، وابن الأثير في أسد الغابة (٥/ ٣٥٠) [وفي سنده سقط وإلزاق].

وأخرجه أحمد في مسنده عن يزيد بن هارون وهاشم بن القاسم (٢٤٢٦٤) [وهو ساقط من الميمنية. انظر: الإتحاف (١٣/ ٦٠٨/ ١٧٢١٦)، أطراف المسند (٥/ ٤٢٤/ ٧٤٨٣)].

وهذا اضطراب ظاهر من ابن أبي ذئب في هذا الحديث، ففي المتن مرة يقول: "من فاتته الصلاة"، ومرة يقول: "من فاتته صلاة العصر"، مرة يجعل تعيين العصر من حديث نوفل، ومرة يجعله من حديث ابن عمر، ومرة يجعله من قول أبي بكر بن عبد الرحمن.

وفي الإسناد: مرة يجعل حديث ابن عمر من سماع أبي بكر عنه، ومرة يجعله بلاغًا للزهري عنه، ومرة يجعله من حديث الزهري، عن سالم، عن ابن عمر.

وهذا الأخير هو أشبه الوجوه بالصواب؛ وأقربها، وابن أبي ذئب يضعف في الزهري، قال ابن معين: "ابن أبي ذئب عرض على الزهري، وحديثه عن الزهري ضعيف، ثم قال: يضعفونه في الزهري"، وقال يعقوب بن شيبة: "ابن أبي ذئب ثقة صدوق، غير أن روايته عن الزهري خاصة تكلم فيها بعضهم بالاضطراب" [انظر: شرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٣)، التهذيب (٣/ ٦٢٩)].

فإن كان قد أصاب وجهًا في هذا الحديث فهو ما رواه عنه ثقات الحفاظ، عن

<<  <  ج: ص:  >  >>