للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجاله ثقات، ولا أظن أبا إسحاق سمع أبا برزة الأسلمي، فإن أبا برزة ممن نزل البصرة، وغزا خراسان ومات بها، يروي عنه أهل البصرة، وأبو إسحاق كوفي، ولا يُعرف بالرواية عن أبي برزة أصلًا، ولم يُذكر له سماع منه ولا رواية، ومعمر بن راشد أين هو من أصحاب أبي إسحاق؟! معمر من أثبت الناس في الزهري وابن طاووس، وكان يضعِّف حديثه عن أهل الكوفة والبصرة [انظر: شرح العلل (٢/ ٧٠٩ و ٧٧٤)]، فلا يثبت مثل هذا الإسناد.

وقد اختلف فيه على عبد الرزاق راويه عن معمر، فهكذا رواه عنه إسحاق بن إبراهيم الدبري، وقد تُكُلِّم في روايته عن عبد الرزاق، فإنه ممن سمع من عبد الرزاق بأخرة بعدما عمي وأضر، كما أن الدبري كان يصحف، ويحرف [شرح العلل لابن رجب (٢/ ٧٥٤)، اللسان (٢/ ٣٦).

وخالفه: محمد بن أبان بن وزير البلخي [ثقة حافظ]، فقال: نا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن رجل؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الصبح {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}.

أخرجه جعفر المستغفري في فضائل القرآن (٢/ ٦١٨/ ٩١٧)، بإسناد صحيح إلى محمد بن أبان البلخي.

وهذه الرواية أولى من رواية الدبري، وضعفها ظاهر لأجل المبهم، وأبو إسحاق لم يذكر منه سماعًا، ولم يصرح بكونه صحابيًّا، والله أعلم.

١١ - حديث أبي سعيد الخدري:

يرويه سفيان الثوري، ومعمر بن راشد، وحماد بن سلمة، وشريك بن عبد الله النخعي، وغيرهم:

عن أبي هارون العبدي، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، يقول: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر بأقصر سورتين من القرآن، فقلت: يا رسول الله! صليت بنا اليوم صلاةً ما كنت تصليها؟ قال: "إني سمعت صوت صبي في صف النساء"، زاد في رواية: "فأحببت أن تفرغ إليه أمه".

أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٣٦٤/ ٣٧٢١)، وابن أبي شيبة (١/ ٤٠٧/ ٤٦٨١)، وعبد بن حميد (٩٥٢)، وابن أبي داود في المصاحف (٥٠٣ و ٥٠٤)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (١/ ١٦٣/ ٤٤١)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٨٨).

وإسناده واهٍ؛ أبو هارون عمارة بن جوين العبدي البصري: متروك، كذبه جماعة [التهذيب (٣/ ٢٠٧)] [وانظر: علل ابن أبي حاتم (١/ ١٢٦/ ٣٤٩)].

• ورُوي نحوه من حديث أَنس، وهو حديث منكر، ومن حديث البراء بن عازب، وهو شاذ سبق تخريجهما تحت الحديث رقم (٧٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>