للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي هريرة؛ لكنه كان يرويه مرة عن أبيه، ومرة عن أبي السائب، ومرة عنهما جميعًا، والدليل على صحة ذلك: أن جماعة من الثقات رووه عنهما جميعًا".

وقال ابن عبد البر في الإنصاف (١١): "والقول عندي في ذلك: مثل هذا الاختلاف لا يضر؛ لأنَّ أبا السائب ثقة، وعبد الرحمن أبا العلاء ثقة أيضًا، فعن أيهما كان فهو من أخبار العدول التي يجب الحكم بها".

وقال في التمهيد (٢٠/ ١٨٩): "وليس هذا باختلاف، والحديث صحيح للعلاء عن أبيه وعن أبي السائب جميعًا عن أبي هريرة، قد جمعهما عنه أبو أويس وغيره، قال علي بن المديني: وكذلك رواه ابن عجلان عن العلاء عن أبيه وعن أبي السائب جميعًا عن أبي هريرة؛ يعني: كما رواه أبو أويس" [وانظر أيضًا: علل الدارقطني (٩/ ١٨/ ١٦١٧)].

وممن ذهب إلى هذا أيضًا: الحازمي في الاعتبار (١/ ٣٩٠)، وكأنه نقل كلام البيهقي بحروفه.

• قلت: وهو كما قالوا؛ محفوظ عن العلاء على الوجهين، عن أبيه، وعن أبي السائب:

فقد رواه أبو أويس [عبد الله بن عبد الله بن أويس: ليس به بأس، لينه بعضهم]، عن العلاء بن عبد الرحمن، قال: سمعت من أبي، ومن أبي السائب جميعًا، وكانا جليسي أبي هريرة، قالا: قال أبو هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج، فهي خداج، غير تمام قلت: يا أبا هريرة إني أكون أحيانًا وراء الإمام؟ فغمز ذراعي، وقال: يا فارسي اقرأ بها في نفسك؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يقول الله: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، يقول عبدي: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، يقول الله: حمدني عبدِي، فيقول: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فيقول الله: أثنى علي عبدي، يقول عبدي: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، يقول: مجدني عبدي، وهذه الآية بيني وبين عبدي، يقول عبدي: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، فهذه الآية بيني وبينه، وآخر السورة لعبدي، ولعبدي ما سأل، يقول عبدي: {هْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} إلى آخر السورة".

أخرجه مسلم (٣٩٥/ ٤١)، وأبو عوانة (١/ ٤٥٣/ ١٦٧٩)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ١٨/ ٨٧٦ و ٨٧٧)، والترمذي في السنن (٢٩٥٣)، وفي العلل (١١٠)، والبيهقي في السنن (٢/ ٣٩ و ٣٧٥)، وفي المعرفة (١/ ٥٠٨ / ٦٩٥)، وفي القراءة خلف الإمام (٧٧)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٠/ ١٨٩ و ١٩٠)، وفي الإنصاف (١٢).

• ولم ينفرد بذلك أبو أويس، فقد تابعه عليه:

الحسن بن الحر [ثقة]، فرواه عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه وأبي السائب [سقط ذكر الأخير عند ابن حبان]، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، فهي خداج، فهي خداج، غير تمام"، قال: فقال رجل: يا أبا

<<  <  ج: ص:  >  >>