للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب، وقال علي بن أبي طالب: كل صلاة لم يُقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج غير تمام، وبه يقول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق".

وقال الدارقطني: "هذا إسناد صحيح".

ج - ورواه زياد بن أيوب [وهو: ثقة]، عن ابن عيينة به، لكن بلفظ: "لا تجزئ صلاة لا يقرأ الرجل فيها بفاتحة الكتاب".

أخرجه الدارقطني (١/ ٣٢١)، والبيهقي في المعرفة (١/ ٥٠٥/ ٦٩٠)، وفي القراءة خلف الإمام (٢٠).

وهذه رواية بالمعنى، وهو شاذ بهذا اللفظ، والمحفوظ رواية الجماعة عن سفيان.

د - ورواه محمد بن خلاد الإسكندراني: ثنا أشهب بن عبد العزيز [ثقة فقيه]: ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أم القرآن عِوَضٌ من غيرها، وليس غيرها منها بِعِوَض".

أخرجه الدارقطني (١/ ٣٢٢)، والحاكم (١/ ٢٣٨)، والبيهقي في القراءة (٢١).

قال الدارقطني: "تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة، والله أعلم".

وقال الحاكم: "قد اتفق الشيخان على إخراج هذا الحديث عن الزهري من أوجه مختلفة بغير هذا اللفظ، ورواة هذا الحديث أكثرهم أئمة، وكلهم ثقات على شرطهما، ولهذا الحديث شواهد بألفاظ مختلفة لم يخرجاه، وأسانيدها مستقيمة قلت: ثم افتتحها بحديث منكر تقدم ذكره تحت حديث أبي هريرة السابق.

وتعقبه ابن حجر في الأتحاف (٦/ ٤٢٩/ ٦٧٥٨) بقوله: "محمد بن خلاد: قال أبو سعيد بن يونس: كان يروي مناكير، وقال ابن القطان: إنه يجوز أن يكون روى هذا اللفظ بالمعنى".

قلت: قال ابن القطان في بيان الوهم (٤/ ١٦٠/ ١٦١١): "وليس ينبغي أن يصحح هذا الخبر؛ فإن محمد بن خلاد هذا لم يعلم من حاله ما يعتمد عليه ثم قال: "وإلى ذلك فقد عهد يروي مناكير، منها هذا الحديث الَّذي لا يعرف إلا من روايته ثم قال: "إن الحديث أخاف أن يكون مغيَّرًا، قصد به معنى حديث عبادة بن الصامت الآخر، فغير".

قلت: هو حديث منكر؛ الحمل فيه على الإسكندراني هذا، فهو وإن وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه أبو زرعة وأبو حاتم، إلا أن ابن يونس قال فيه: "يروي المناكير"، وأهل بلد الراوي أعلم به من غيرهم، ثم إن هذا جرح مفسر، لا يقال إلا وقد وقف له على أحاديث منكرة تفرد هو بروايتها، أو كان ممن يتساهل في رواية المناكير من أحاديث الناس، وهذا الجرح المفسر يقدم على التعديل المجمل، لا سيما والذين وثقوه ممن عُرفوا بالتساهل في ذلك، والله أعلم [انظر: الجرح والتعديل (٧/ ٢٤٥)، المقفى الكبير (٥/ ٦٣٧)، تاريخ الإسلام (١٧/ ٣٢٠)، اللسان (٧/ ١١٨)].

<<  <  ج: ص:  >  >>