للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العصر؟ فقالت: يغفر الله لعائشة، لقد وضعَتْ أمري على غير موضعه، صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الظهرَ، وقد أُتي بمال، فقعد يقسمه حتى أتاه المؤذن بالعصر، فصلى العصر، ثم انصرف إليَّ، وكان يومي، فركع ركعتين خفيفتين، فقلت: ما هاتان الركعتان يا رسول الله! أمرت بهما؟ قال: "لا، ولكنهما ركعتان كنت أركعهما بعد الظهر، فشغلني قسم هذا المال حتى جاءني المؤذن بالعصر، فكرهت أن أدعهما".

فقال ابن الزبير: الله أكبر، أليس قد صلاهما مرة واحدة؟ والله لا أدعهما أبدًا، وقالت أم سلمة: ما رأيته صلاهما قبلها ولا بعدها.

أخرجه أحمد (٦/ ٢٩٩) (١٢/ ٦٤١٣/ ٢٧٢٠٣ - ط. المكنز)، وعلقه أبو موسى المديني في اللطائف (٧٣٤ م)، [الإتحاف (١٨/ ١٧٨/ ٢٣٥١٩)، أطراف المسند (٩/ ٤٢٣/ ١٢٦٢٥)، المسند المصنف (٤٠/ ٣٠٤/ ١٩٢٥٦)].

قلت: هذا حديث ضعيف؛ ووقع في إسناده قلب، قال البخاري في التاريخ الأوسط (٢/ ٣/ ١٥٧٦): "عبيد الله بن عبد الله بن موهب: عم عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، وهو والد يحيى بن عبيد الله"، وقال عبد الحق في الأحكام الكبرى (٢/ ١٦٦): "عم عبيد الله هو: عبيد الله بن عبد الله بن موهب القرشي المدني، والد يحيى، سمع أبا هريرة، سمع منه ابن أخيه عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن موهب، ذكر ذلك البخاري"؛ يعني: في التاريخ الكبير (٥/ ٣٨٩).

وعبيد الله بن عبد الله بن موهب: مجهول [ضعفاء العقيلي (٤/ ٤١٥)، الثقات (٥/ ٧٢)، مشاهير علماء الأمصار (٤٩٣)، بيان الوهم (٥/ ١١١ و ١٤٥/ ٢٣٦٦ و ٢٣٨٧)، التهذيب (٣/ ١٦)].

والراوي عنه: عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب التيمي المدني: ليس بالقوي [انظر: التهذيب (٣/ ١٨)، إكمال مغلطاي (٩/ ٤٣)، الميزان (٣/ ١٢)، التاريخ الأوسط (٣/ ٢٨٤/ ٤٥٠)، تخريج الذكر والدعاء (١٤٢)].

١٠ - ورواه عبد الله بن نمير [ثقة]، قال: حدثنا طلحة بن يحيى، قال: زعم لي عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن معاوية أرسل إلى عائشة، يسألها: هل صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد العصر شيئًا؟ قالت: أما عندي فلا، ولكن أم سلمة أخبرتني أنه فعل ذلك، فأرسِل إليها فاسألها، فأرسل إلى أم سلمة، فقالت: نعم، دخل عليِّ بعد العصر، فصلى سجدتين، قلت: يا نبي الله! أُنزل عليك في هاتين السجدتين؟ قال: "لا، ولكن صليت الظهر فشُغِلت، فاستدركتها بعد العصر".

أخرجه أحمد (٦/ ٣٠٩)، [الإتحاف (١٨/ ١٤٤/ ٢٣٤٦٠)، المسند المصنف (٤٠/ ٣٠٢/ ١٩٢٥٢)].

قلت: قول عائشة في هذه الرواية: "أما عندي فلا"، إما أن يحمل على أنها حملت قول السائل عن صلاته -صلى الله عليه وسلم- الركعتين بعد العصر لأول مرة حين قضاها في بيت أم سلمة،

<<  <  ج: ص:  >  >>