للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: وقرأ فيهن بالرحمن والواقعة. قال أنس: ونحن نقرأ بالسور القصار: {إِذَا زُلْزِلَتِ}، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)}، ونحوهما".

قلت: هكذا رواه عن بقية أصحابه الشاميون، مثل: يزيد بن عبد ربه الجرجسي [ثقة، من أثبت الناس في بقية]، ومحمد بن المصفى [حمصي، صدوق، كان يسوي حديث بقية]، ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي [صدوق]، وأحمد بن الفرج بن سليمان الكندي الحمصي أبو عتبة [ضعفه أهل بلده، وخفي أمره على الغرباء؛ فحسنوا الرأي فيه. التهذيب (١/ ٤٠)، اللسان (١/ ٥٧٥)].

خالفهم: إسحاق بن راهويه، قال: أخبرنا بقية بن الوليد: حَدَّثَنِي عتبة بن أبي الحكيم، عن قتادة، عن عائشة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في هاتين الركعتين بعد الوتر ... فذكر مثله.

أخرجه إسحاق في مسنده (٣/ ٧١٥/ ١٣١٩).

هكذا جعله إسحاق من مسند عائشة، وأهل الشام يروونه عن بقية من مسند أنس، وهو الصواب.

وعتبة بن أبي حكيم: فيه مقال لا ينزل بحديثه عن رتبة الحسن، إذا لم يتبين لنا خطؤه، ولم ينفرد بأصل وسُنَّة [وقد ذكرت كلام الأئمة فيه في الحديث المتقدم برقم (٤٤) (١/ ١٥٩/ ٤٤ - فضل الرحيم الودود) فليراجع، وله ذكر تحت الحديث رقم (٢٤٨) (٣/ ٢١٠/ ٢٤٨ - فضل الرحيم الودود)].

فلا يحتمل تفرد مثله عن قتادة، دون بقية أصحاب قتادة الثقات على كثرتهم وجمعهم لحديثه، لا سيما وعتبة من الغرباء، فهو أردني، وقتادة بصري، فهو حديث منكر، كما قال أبو حاتم، والله أعلم.

* وقد روى جماعة من ثقات أصحاب قتادة وأثبت الناس فيه، منهم: هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وهمام، وأبو عوانة، ومعمر بن راشد، وغيرهم:

عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام؛ أنه طلق امرأته، ثم ارتحل إلى المدينة ليبيع عقارًا له بها، ويجعله في السلاح والكُراع، ثم يجاهد الروم حتى يموت، فلقي رهطًا من قومه، ... فذكر الحديث بطوله، وفيه سؤاله عائشة عن خلق رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، وعن قيامه، وعن وتره؟ وفيه: ثم يصلي ركعتين وهو جالس.

دون تعيين السور التي تقرأ في هاتين الركعتين، والله أعلم.

٣ - حديث أبي أُمامة:

يرويه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، وأبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، والحسن بن موسى الأشيب، وعاصم بن علي، وعبد الواحد بن غياث، وشيبان بن أبي شيبة فروخ، والخصيب بن ناصح، وخالد بن خداش [وهم ثقات في الجملة]:

<<  <  ج: ص:  >  >>