للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بزيادة في آخره في بيان السبب الدافع لسؤال عائشة عن النوم قبل الوتر: قالت: قلت: يا رسول الله - إعظامًا للوتر - تنام عن الوتر؟ [عند ابن حبان (٦٣٨٥) وأبي طاهر السلفي]، وهذه اللفظة: إعظامًا للوتر: شاذة، لانفراد محرز بها، والله أعلم.

* قال الشافعي: "وإنما أرادت أربعًا مشتبهات - واللّه أعلم - في الطول، وأربعًا مشتبهات، وثلاثًا مشتبهات كذلك، وفي حديثها ما يبين أنه كان يوتر بركعة منفصلة"، ثم ساق الكلام إلى أن قال: "وقد فسر ابن عمر ذلك، وكذلك أرادت بالأربع، وتفسيرها [يعني: ركعتين ركعتين]، وتفسير ابن عباس وابن عمر يأتي بعد ذلك" [قاله البيهقيّ في المعرفة (٢/ ٢٩٩)].

وقال القاضي عياض في إكمال المعلم (٣/ ٨٤): "وتأويل معنى ذكر أربع هنا عند بعضهم: أنها كانت في التلاوة والتحسين على هيئة واحدة، لم يختلف الركعتان الأوليان من الأخرتين، ثم الأربع بعدها أيضًا مشتبهة في الصفة من الترتيل والتحسين، وإن لم تبلغ فى طولها قدر الأول، كما قال في الحديث الآخر: يصلي ركعتين طويلتين ثم يصلي ركعتين هما دون اللتين قبلهما، ثم ذكر في بقية الحديث مثله، وقيل: إنما خصت أربعًا ثم أربعًا؛ لأنه كان - عَلِيْهِ السَّلَام - ينام بعد كل أربع نومة ثم يقوم، وفي حديث أم سلمة: كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، فيكون هذا معنى تخصيص الأربع، لا أنها متصلة دون سلام، ويدل أيضًا على صحة هذا التأويل قول عائشة: أتنام قبل أن توتر؟ وقد جاء قولها هذا فى صفة صلاته بالليل، وقد يحتمل قولها هذا أنها قالت له لنومه قبل قيامه، وإنما سألته عائشة هذا السؤال لأنها جاءته صغيرة لم تفهم بعدُ شيئًا من العلم إِلَّا ما علمته من أبويها، وكانت عهدت أباها لا ينام حتى يوتر على ما عرف وصح الخبر به عنه، فحسبت أن ذلك متعين لا يجوز خلافه، فلما جاءت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وشاهدته ينام ويؤخر وتره سألته عن هذا".

* قلت: وتفسَّر الركعات الثلاث المجملة المشتبهة في الوتر الواردة في حديث سعيد المقبري عن أبي سلمة، بالنص المحكم الوارد في حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة: ثم يوتر بركعة، فيزيل عنها اشتباه الاتصال، والله أعلم.

* وكذلك فإن الرواية المفصلة للزهري عن عروة عن عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي إحدى عشرةَ ركعةً، يسلم من كلِّ ثنتين، ويوتر بواحدةٍ [تقدم برقم (١٣٣٦) قاضية على الإجمال الوارد في حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة: كان يصلي ثماني ركعات، وكذلك في حديث سعيد المقبري عن أبي سلمة: يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حُسنهنَّ وطولهنَّ، على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يفصل بين كل ركعتين بالتسليم، إِلَّا ما ورد فيه نصٌّ بيِّنُ الاتصال، كما في حديث هشام بن عروة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل ثلاثَ عشرةَ ركعةً، يوتر منها بخمسٍ، لا يجلسُ في شيء من الخَمس، حتى يجلس في الآخرة، فيُسلِّم [تقدم برقم (١٣٣٨) وكما في حديث سعد بن هشام الآتي: كان يوتر بثمان ركعاتٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>