للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: حديث ابن ذي حماية هذا غريب من حديث شعبة، فإن أصحاب شعبة قد رووه بدون هذا الطرف، وإنما يُعرف هذا الطرف من حديث هشام وابن أبي عروبة وهمام ومعمر، وقد اختصر شعبة الحديث، واقتصر منه على آخره، كما رواه مسلم وغيره.

وأما رواية عمر بن عبد الملك بن حكيم الحمصي: فإنها منكرة، حيث خلط فيه، ولم يضبط متنه حين قال فيه: يقوم فيركع تسع ركعات وركعتين وهو قائم، فلما أسنَّ كان يركع تسع ركعات وركعتين وهو قاعد.

وأيًّا كان فإن أصل هذه الزيادة لا تثبت من حديث شعبة لانفراد أحد المجاهيل بها عن ابن ذي حماية، والله أعلم.

ج - أبو عوانة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا غلبته عينه، أو وجِع، فلم يصلِّ بالليل؛ صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة.

أخرجه مسلم (٧٤٦/ ١٤٠)، وأبو نعيم في مستخرجه عليه (٢/ ٣٤٢/ ١٦٩٢)، والترمذي (٤٤٥)، وقال: "حسن صحيح". وفي الشمائل (٢٦٧)، والنسائي في المجتبى (٣/ ٢٥٩/ ١٧٨٩)، وفي الكبرى (٢/ ١٧٩/ ١٤٦٥)، وابن حبان (٦/ ٣٧١/ ٢٦٤٥)، وأحمد (٦/ ١٠٩)، وابن نصر في قيام الليل (١٨٨ - مختصره)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٧٠ و ٢١٧٠ و ٢٤٨٢)، وتمام في فوائده (١٧١٢)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (٥١٨)، والبيهقي في السنن (٢/ ٤٨٥)، وفي الخلافيات (٣/ ٣٠٩/ ٢٤٩٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤/ ١٤٨)، [التحفة (١١/ ٢٠٨/ ١٦١٠٥)، الإتحاف (١٦/ ١٠٩٢/ ٢١٦٧٦)، المسند المصنف (٣٧/ ٢٤٥/ ١٧٨٧٣)].

د- معمر بن راشد [ثقة ثبت في الزهري وابن طاووس، وقد يهم في حديث قتادة، لكنه هنا قد حفظ الحديث، وتابع فيه أصحاب قتادة؛ إلا في حرف واحد]، رواه عن قتادة، عن زرارة بن أوفى؛ أن سعد بن هشام بن عامر كان جاراً له، فأخبره أنه طلق امرأته، ثم ارتحل إلى المدينة ليبيع عقاراً له ومالاً، يجعله في السلاح والكُراع، ثم يجاهد الرومَ حتى يموت، فلقيه رهطٌ من قومه فنهوه عن ذلك، وأخبروه أن رهطاً منهم ستةً أرادوا ذلك على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال لهم: "أليس لكم فيَّ أسوة؟ "، فلما حدثوه بذلك راجع امرأته، فلما قدم علينا أخبر أنه أتى ابن عباس فسأله عن الوتر، فقال ابن عباس: أولا أنبئك، أو: ألا أدلك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: من؟ قال: عائشة، فأتها فسلها عن ذلك، ثم ارجع إليَّ فأخبرني بردها عليك، قال سعد بن هشام: فأتيت حكيم بن أفلح فاستلحقته إليها، فقال: ما أنا بمقاربها، إني نهيتها أن تقول بين الشيعتين شيئاً، فأبت إلا مُضيًّا فيها، فأقسمتُ عليه فجاء معي، فسلمنا عليها، فدخل فعرفته، فقالت: أحكيم؟ فقال: نعم، فقالت: من هذا معك؟ قال: سعد بن هشام، قالت: من هشام؟ قال: ابن عامر، قالت: نعم المرء كان عامراً، أصيب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>