للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٠٢/ ١٦٠٩٦) و (١١/ ٢٠٤/ ١٦١٠٠)، الإتحاف (١٦/ ١٠٨٧/ ٢١٦٧٢)، المسند المصنف (٣٧/ ٢٤٥/ ١٧٨٧٣) و (٣٨/ ١٦٧/ ١٨٢٣٢)].

وهذا حديث صحيح، وطرفه الثاني محفوظ؛ فلا يستبعد كون سعد بن هشام قد خص الحسن البصري، بما لم يخص به زرارة بن أوفى في شأن التبتل والانقطاع للجهاد والعبادة، حيث أخبر زرارة بما وقع له مع رهط من قومه حين قدم المدينة وقد طلق امرأته، فاعلموه بما وقع لستة من قومه حتى ردوه فراجع امرأته، بينما أخبر الحسن البصري أنه سأل عائشة عن التبتل، فمنعته منه أيضاً، لكن بعد قصته مع قومه، ولا تنافي بين القصتين، ولا يضره وقف حصين بن نافع فهو محفوظ مرفوعاً، كما سيأتي.

ج - وروى مبارك بن فضالة [وعنه: أبو النضر هاشم بن القاسم، وهدبة بن خالد، والحسين بن محمد بن بهرام التميمي، وأسد بن موسى، وآدم بن أبي إياس، وابن المبارك]، عن الحسن، عن سعد بن هشام بن عامر، قال: أتيت عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين، أخبريني بخلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: كان خلقه القرآن، أما تقرأ القرآن، قول الله عز وجل: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)}.

قلت: فإني أريد أن أتبتل، قالت: لا تفعل، أما تقرأ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: ٢١]؟ فقد تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد ولد له. لفظ أبي النضر [عند أحمد]، وأسد بن موسى [عند الطحاوي].

ولفظ هدبة [عند أبي يعلى]، قال: حدثنا مبارك بن فضالة: حدثنا الحسن، عن سعد بن هشام بن عامر، قال: كنت رجلاً أتتبع السلطان، فأخذني أبي فحبسني - قال مبارك: ولا أعلمه إلا قال: وقيدني -، فقال لي: والله لا تخرج حتى تستظهر كتاب الله، فاستظهرت كتاب الله فنفعني الله به، فذهبت عني الدنيا، وجعلت أكره أن أتزوج وأصنع، فدخلت على عائشة، فقلت: سعد بن هشام بن عامر، فقالت: رحم الله عامراً أصيب يوم أحد شهيداً، قال: فقلت: يا أم المؤمنين إني أريد أن أتبتل، فجئت أسألك عن ذلك، فقالت: يا هشام لا تبتل؛ فإن الله قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج وولد له.

قال: قلت: يا أم المؤمنين! حدثيني عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: يا بني أما تقرأ القرآن؟ قال الله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)}، خُلُقُ محمدٍ القرآن.

قال: قلت: يا أم المؤمنين! حدثيني عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: يا بني ومن يطيق صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذاصلى صلى ركعتين، ثم هجع هجعة، ثم يقوم فيصلي ركعتين وركعتين وركعتين وركعتين وركعتين وركعة، أو قالت: فيصلي ركعتين وركعتين وركعتين وركعتين وركعة، صلاة بعد العشاء تسع ركعات وإحدى عشرة، فلما بدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكثر لحمه صلى ركعتين وركعتين وركعة، وصلى ركعتين وهو جالس.

<<  <  ج: ص:  >  >>