للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن حجر في الإتحاف ردًا على كلام ابن حبان: "بل هو أبو سوية عبيد بن سوية، كذا سماه أحمد بن صالح، وغير واحد، عن ابن وهب. وهو عند أبي داود في السنن. ولم أر ابن حجيرة مسمى عند أحد منهم. لكن جزم المزي في الأطراف بأنه عبد الرحمن قاضي مصر، فالله أعلم".

وقال فى النكت الظراف على تحفة الأشراف (٦/ ٣٥٧/ ٨٨٧٤): "والظاهر أنه هو الواهم [يعني: ابن حبان]؛ فقد ذكر أبو أحمد في الكنى هذا الرجل فيمن اسمه لم يعرف، فقال: أبو سوية، ثم أخرج حديثه عن ابن خزيمة، كما تقدم.

تنبيه آخر: لما أخرج أبو داود الحديث قال بعده: ابن حجيرة الأصغر عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة، فقد يتوهم من يراه أنه يريد أنه اسم راوي هذا الحديث، وليس ذلك مراده، وإنما معنى كلامه: أن راوي الحديث هو عبد الرحمن بن حجيرة الأكبر، وابن أبي حجيرة يغلق أيضًا ويراد به ولد هذا، واسمه عبد الله، وسيأتي في ترجمة عبد الرحمن بن حجيرة عن أبي هريرة حديث أخرجه النسائى من رواية عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة، عن أبيه".

وقال ابن حجر في نتائج الأفكار: "وهذا يوهم أن اسم الذي أبهم في هذا السند عبد الله بن عبد الرحمن، وليس كذلك، وإنما هو أبوه عبد الرحمن، وأما ابنه عبد الله فلم يدرك عبد الله بن عمرو، وإلى ذلك أشار أبو داود بقوله الأصغر، وهي إشارة خفية جدًا".

قلت: وهو كما قال؛ فإن الراوي عن عبد الله بن عمرو هو: عبد الرحمن بن حجيرة: مصري، تابعي، ثقة (ت سنة ٨٣)، من رجال مسلم، وقد سمع عقبة بن عامر (ت سنة ٥٨) [انظر: فتوح مصر (٢٦٣)، المعرفة والتاريخ (٢/ ٥٠٨)، أخبار القضاة (٣/ ٢٢٥)، الثقات (٥/ ٩٦)، المشاهير (٩٢٥)، كتاب الولاة للكندي (٢٣١)، التهذيب (٢/ ٥٠١)].

وعبد الله بن عمرو: اختلفوا في سنة وفاته بين سنة (٦٣) إلى سنة (٧٧)، وقد رجح ابن حجر في التقريب أن وفاته كانت ليالي الحرة، يعني سنة (٦٣)، بينما رجح الذهبي وفاته سنة (٦٥)، وهذا يعني أن بين وفاتيهما على أقصى تقدير: عشرين سنة، وكون ابن حجيرة سمع ممن هو أقدم وفاة من ابن عمرو مثل عقبة بن عامر يُغلِّب جانب السماع من ابن عمرو، لا سيما والصيغة المستعملة هنا تدل على السماع؛ فإن قول أبي سوية: أنه سمع ابن حجيرة يخبر عن عبد الله بن عمرو، صيغة تستعمل كثيرًا في موضع السماع، مثل ما تقدم معنا: قال سفيان بن عيينة: فأما أنا فإنما سمعت الزهري يحدث عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المغرب بالطور [تقدم برقم (٨١١)، وهو متفق عليه من حديث الزهري، وهذا لفظ البخاري]، ومثل قول شعبة: سمعت قتادة يحدث عن أنس [عند مسلم برقم (٤٣ و ٤٤ و ٤٥ و ٤٢٥ و ٤٣٣ و ٥٥١ و ٧٩٩ و ١٠٤٧ و ١٠٥٩ و ١٧٠٦ و ٢٠٩٢ و ٢١٦٣) وقول المعتمر بن سليمان: سمعت منصورًا يحدث

<<  <  ج: ص:  >  >>