للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[وقال] (١) ابن جبير (٢): كانت مدينةً كبيرةً متصلة بالمدينة المقدَّسة، والطريقُ إليها من حدائق النخل.

قلتُ: وهي في الأصل اسمُ بئرٍ هناك عُرفت القرية بها.

وهي مساكنُ بني عمرو بن عوف من الأنصار.

وألفه واوٌ، ويُمنَع ويُصَرف، ومَنْ قصر كأنه جعله جمعَ قَبْوة، وهو الضَّمُّ والجمُع في لغة أهل المدينة، وقد قَبَوْتَ الحرف: إذا ضممتَه، ومنه القباء من الثياب، والقَبْوَةُ: انضمامُ ما بين الشَّفتين.

قال النُّحاةُ: لم تُجمع فَعْلة على فُعَل مما لامه حرف علة إلا بَرْوَةٌ وبُرَى التي تجعل في أنف البعير، وقرية وقرى، وكَوَّة وكوى، وقَبْوة وقباء - فيما ذكره ياقوت (٣).

وهي على ميلين من المدينة على يسار القاصد مكة بها أثر بنيان كثير.

وهناك المسجد الذي أُسس على التَّقوى، وهو مسجد مربَّع مستوي الطول والعرض، وفيه مئذنةٌ طويلة بيضاء تظهر على بُعد، وفي وسط المسجد مَبْرَك الناقة /٣٩٦ بالنبي صلى الله عليه وسلم، وعليه حظيرةٌ قصيرةٌ شبهُ روضةٍ صغيرة يُتبَّرك بالصلاة فيه، وفي صحنه مما يلي القِبلة شبهُ مِحراب على مصطبة، هو أولُ موضع ركع فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وفي قبلته محاريب. قاله ابن جبير (٤).


(١) ما بين معقوفين ساقط من الأصل.
(٢) رحلة ابن جبير ص ١٧٤.
(٣) في معجم البلدان ٤/ ٣٠٢.
(٤) في رحلته ص ١٧٥.