للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عبدَ السَّلامِ! تأمَّلْ هل ترى ظُعُناً … إنِّي كَبِرْتُ، وأنتَ اليومَ ذو بَصَرِ

لا يُبْعِدُ اللهُ فتياناً أقولُ لهمْ … بالأبرَقِ الفَرْدِ لمَّا فاتهم نَظَري:

يا هل تراءى بأعلى عاسِمٍ ظُعُنٌ … نكَّبْنَ فَحْلَين، واستقبلْنَ ذا بقَرِ

صَلَّى على عَمْرَةَ الرَّحمنُ وابنَتِهَا … ليلى، وصلَّى على جاراتها الأُخَرِ

هُنَّ الحرائرُ، لا رَبَّات أحمِرَةٍ … سُودِ المحاجرِ، لا يَقرأنَ بالسُّوَرِ

[الفَحْلَتان] (١): قُنَّتان مرتفعتان، على يوم من المدينة، تحتها صحراء، ولها ذكر في غزاة زيد بن حارثة (٢) إلى بني جُذام. قدم رفاعة بن زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا ما صنع بهم زيد بن حارثة، وكان رفاعة بن زيد (٣) قد أسلم، ورجع إلى قومه فأنفذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زيد، وينْزع ما في يده ويد أصحابه، ويردَّه إلى أربابه، فسار إلى القوم /٣٩٠ فلقي الجيش بفيفاء الفحلتين، فأخذ ما في أيديهم، حتى كانوا ينزعون لَبِيدَ الرَّجل من تحت المرأة (٤).

فَدَكُ، بفتح الفَاء والدَّالِ المُهملة، بعدها كافٌ: قريةٌ على يومين من المدينة، أفاءها (٥) الله على رسوله في سنة سبعٍ صُلْحاً، وذلك أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما


(١) ما بين معقوفين ساقط من الأصل.
(٢) زيد بن حارثة، كان النبي صلى الله عليه وسلم تبناه، حتى حرم التبني، تزوج زينب بنت جحش، ثم طلقها ذُكر اسمه صراحة في القرآن، استشهد في غزوة مؤتة. طبقات ابن سعد ٣/ ٤٠، أسد الغابة ٢/ ١٢٩، الإصابة ١/ ٥٦٣.
(٣) رفاعة بن زيد بن وهب، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية قبل خيبر في جماعة من قومه فأسلموا، وعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه. أسد الغابة ٢/ ٧٦، الإصابة ١/ ٥١٨.
(٤) انظر خبرها مفصَّلاً في سيرة ابن هشام ٤/ ٢٦٢، تاريخ الطبري ٣/ ١٤٣،. وفيها: كانوا ينزعون لبيد المرأة من تحت الرَّجل، وهو أصحُّ. اللبيد: لِبْدٌ يُخاط عليه، واللِّبْدُ: بِساطٌ. القاموس (لبد) ص ٣١٦.
(٥) الفيء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولاجهاد، وأما الغنيمة فهي ما أصيب من أموال أهل الحرب وأوجف عليه المسلمون بالخيل والركاب. النهاية ٣/ ٣٨٩ - ٤٨٢.
… ذكر الشيخ حمد الجاسر (المغانم ٣١٤): أنها تقع بين خيبر وحائل، في وادٍ عظيم من أودية الحَرَّة، وتعرف الآن باسم الحائط، وفيها نخيل كثيرة.
… وتبعد عن المدينة ٢١٠ كم تقريباً.