للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فمَنْ لامَني في حبِّ نجدٍ وأهلِه … وإنْ بَعُدَتْ داري، فَلِيمَ على مثلي

على قُرْب أعداءٍ، ونأي عشيرةٍ … ونائبةٍ نابَتْ من الزَّمْنِ المحْلِ

وقال كُثيِّر (١):

وسُيِّلَ أَكنافُ المرابدِ غُدوةً … وسُيِّلَ مِنه ضاحكٌ والعَواقِرُ

عُوَالٌ، بالضَّمِّ والتَّخفيف: أحدُ الأجبل الثلاثة التي تكتنف الطَّرَف (٢)، على يوم وليلة من المدينة، والآخران: ظَلِم واللَّعْباء.

وعُوالٌ أيضاً: موضعٌ باليمامة.

العَوَالِي: ضيعةٌ عامرةٌ بينها وبين المدينة ثلاثة أميال، وذلك أدناها، وقيل: أبعدُها ثمانية أميال، وهي محفوفةٌ بالحدائق ذات النَّخيل، والآبار العذبة الكثيرة المياه، ترفُّ بساتينها غَضارةً ونضارةً، ويأتلق عليها رونق الخضارة، تجري في أكثر النهار مذانب تلك الأنهار المستعارة من الآبار، مُنسابةً في بساتينها الملتفة النخيل والأشجار، وحدائقها الظليلة اليانعة الثمار، وتنعطف على نخيلها انعطاف المَسْك (٣) والسِّوار، غير أنَّ جليل شجرها النَّخيلُ، وغيرُها من الشجر إن وُجد فهو دخيل، نعم تكثر فيها الرَّياحين والخضر، وتموج قراحُها (٤) بالقرع واللفت والجزر (٥).

وذكر الزُّبير بن بكَّار في سيول العوالي من حيث تفترق، عن غير واحد من الأنصار: مُذينِب (٦) شعبةٌ من سيل بُطحان، يأتي مذينِب إلى الرَّوضة،


(١) ديوانه ص ٣٧٣، معجم البلدان ٤/ ١٦٦، المحكم ١/ ١٠٧.
(٢) قاله عرَّام ص ٤٢٤.
(٣) المَسْك: الأسْوِرة. القاموس (مسك) ص ٩٥٣.
(٤) القَراح والقَريح: الأرض المخلَّصة للزَّرع والغرس. القاموس (قرح) ص ٢٣٥.
(٥) أمَّا الآن فأصبحت العوالي حيَّاً سكنياً من أحياء المدينة، ولم يبق فيها من النخيل إلا الشيء اليسير.
(٦) في الأصل: (مذينيب).