للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال ابنُ إسحاقَ (١): لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أُحد، حتى إذا كان بالشَّوْطِ بين المدينة وأُحُد، انخزل عبد الله بن أُبيٍّ (٢) ورجع إلى المدينة.

وفيه يقول (٣):

وقد علموا أنَّما فَلَّهُمْ … حَديدُ النَّبِيت وأعْيانُها

وبالشَّوْطِ من يثرب أعبدٌ … ستَهْلِكُ في الخمرِ أَثمانُها

يهونُ على الأوس إتلافُهم … إذا راحَ يَخْطِرُ نَشْوانُها

قال النَّضر بنُ شُميل (٤): الشَّوطُ: مكانٌ بين شَرَفين من الأرض، يأخذ فيه الماء والناس كأنه طريق، ودخولُه في الأرض أن يواريَ البعير وراكبه، ولا يكون إلا في سهول الأرض.

شَوْطَى، مقصورةً كَرَضْوَى، وسَكْرى بحروف الذي قبله: موضعٌ بعقيق المدينة، وفيها يقول المُزنيُّ لغلامٍ اشتراه بالمدينة (٥):

تَرَوَّحْ يا سِنانُ فإنَّ شَوْطى … وتُرْبَانيْن، بعدَ غدٍ مَقِيلُ

بلادٌ لا تُحِسُّ الموتَ فيها … ولكنَّ الغذاءَ بِها قليلُ


(١) السيرة النبوية ٣/ ٢٧.
(٢) عبد الله بن أُبي بن سلول، رأس المنافقين. انظر قصة تخلفه عن النبي صلى الله عليه وسلم في السيرة ٣/ ٥٥٢، الإصابة ٢/ ٣٣٥.
(٣) الأبيات لقيس بن الخطيم في (ديوانه) ص ٧٣، قالها بعد يوم الربيع الذي اقتتل فيه الأوس والخزرج قتالاً شديداً. وفي معجم البلدان ٣/ ٣٧٢.
فلَّهم: هزمهم. النَّبيت: هم بنو عمرو بن مالك بن أوس.
(٤) أحد أئمة اللغة والحديث، كان عالماً بفنون من العلم، أخذ عن الخليل بن أحمد، وهشام ابن عروة، روى عنه يحيى بن معين وعلي بن المديني، وفد على المأمون. وتوفي سنة ٢٠٣ هـ. طبقات النحويين للزبيدي ص ٢٩، إنباه الرواة ٣/ ٣٤٨، بغية الوعاة ٢/ ٣١٦.
(٥) الأبيات في معجم البلدان ٣/ ٣٧٢، وفاء الوفا ٤/ ١٢٤٩.