للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المؤمنين، تصدَّق بالضيعتين المعروفتين، بعين أبي نيزر، والبُغيبغة على فقراء أهل المدينة، وابن السبيل، ليقيَ بِهما وجهَه حرَّ النَّار، يوم القيامة، لا يباعان ولا يوهبان حتى يرثهما الله وهو خير الوارثين، إلا أن يَحتاجَ إليهما الحسن أو الحسين، فهما طلقٌ لهما، وليس لأحد غيرِهما.

قال محمد بن هشام: فركب الحسينَ رضي الله عنه دَينٌ، فحمل إليه معاوية رضي الله عنه، بعين أبي نيزر مائتي ألف دينار، فأبى أن يبيع، وقال: إنما تصدق بِها أبي ليقي اللهُ تعالى وجهه حرَّ النَّار، ولست بائعها بشيء.

عُيونُ الحُسَينِ بن زيد رضي الله عنهما. كان للحسين بن زيد (١) رضي الله عنهما ثلاثة عيون بأعمال المدينة، أجراها هو من خالص ماله، إحداها: كانت بالمضيق (٢)، والأخرى بذي المروة، والثالثة بالسقيا (٣).

حكى القاضي أبو الفَرَج النَّهروانيُّ (٤)

بسنده عن سليمان بن جعفر

الجعفريِّ (٥)، عن حسين بن زيد (٦)، أنه كان نشأ في حَجْرِ أبي عبد الله.


(١) ستأتي ترجمته قريباً.
(٢) تحرّفت في الأصل إلى: (المصيف)، وانظر وفاء الوفا ٤/ ١٣٠٩.
(٣) أفاد الشيخ حمد الجاسر (المغانم ٢٩١): أنَّها تعرف الآن باسم أمِّ البِرَك، تقع بطريق مكة إلى المدينة.
(٤) المعافى بن زكريا، كان ثقة من أعلم الناس، آية في الذكاء وحسن الحفظ، وسرعة الجواب تفقه بمذهب ابن جرير الطبري، ولقب الجريري نسبة إليه، وأخذ عن نفطويه، وأبي القاسم البغوي من كتبه (الجليس الصالح) ط، و (البيان الموجز في علم القرآن المعجز). توفي سنة ٣٩٠ هـ. تاريخ بغداد ١٣/ ٢٣٠، إنباه الرواة ٣/ ٢٩٦، غاية النهاية ٢/ ٣٠٢.

والقصة هذه ذكرها في كتابه الجليس الصالح الكافي ١/ ٤٥٣.
(٥) أحد أهل العلم يروي عن حسين بن زيد، وروى عنه أبو أيوب الهاشمي المدني سليمان ابن مقبل، كما في الجليس الصالح ولم أجد مَنْ ترجمه.
(٦) حسين بن زيد بن علي زين العابدين، وأمه ريطة بنت أبي هاشم، عاش حتى عمي، وكانت بنته ميمونة عند المهدي العباسي، وله ولد. المعارف ص ٢١٦، مقاتل الطالبيين ص ٤٠٦.