للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كالفهدين، فدخلتُ بعض المقابر، فرأيتها جالسةً بين قبرين، فسألتها عن ولديها؟ فقالت: قضَيا نَحْبَهما، وهناك والله قبراهما، وأنشأت تقول:

فلله جاراي اللذَيْن أراهما … قريبين مني، والمَزار بعيدُ!

مُقِيمَيْن بالبيداء، لا يبرحانها … ولايسألان الركبَ أين يريد؟!

أَمُرُّ فأستقري القبور فلا أرى … سوى رَمْسِ أحجارٍ عليه لُبود

كواتم أسرار تَضُمَّنَّ أعظُماً … بَلِين رُفاتاً، حُبُّهُنَّ جَدِيد (١)!

قال مؤرخو المدينة (٢): البيداء هي التي إذا رحل الحجاج بعد الإحرام من ذي الحُليفة استقبلوها مُصْعِدين إلى جهة الغرب، وهي التي جاء في (٣) حديث عائشة رضي الله عنها: حتى إذا كنا بالبَيْداء، أو بذات الجيش، وفي البيداء نزلت آية التَّيَمُّمِ (٤).

بير حاءٍ (٥): تقدم ذكره في أوائل الباء.

بيسان- بالفتح، وسكون المثناة تحت، بعدها سين مهملة وألف ونون: موضع في جهة خيبر قريب من المدينة، وإياه أراد كُثَيِّر بقوله (٦):

فقلت ولم أملك سوابقَ عَبْرةٍ … [سقى] أهلَ بيسان الدِّجانُ الهواضِبُ


(١) القصة والأبيات في معجم البلدان ١/ ٥٢٣، ومابين المعقوفين منه.
(٢) يعني أبا بكر المراغي في تحقيق النصرة ص ٢٠٠، وكان معاصراً للمصنف.
(٣) في الأصل: (فيه).
(٤) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عِقْدٌ لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء … الحديث، وفيه: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم، فتيمموا … ثم قالت عائشة: فبعثنا البعيرَ الذي كنت عليه، فأصبنا العقد تحته. أخرجه البخاري: في التيمم، باب (١)، رقم: ٣٣٤، ١/ ٥١٤، ومسلم: في الحيض، باب التيمم، رقم: ٣٦٧، ١/ ٢٧٩.
(٥) الكسرتان من النسخة الخطية، وفي ضبطها أوجه أخرى تقدمت أوائل حرف الباء.
(٦) ديوان كثير ص ١٥٣.